انضم أربعة فلسطينيين إلى موكب الشهداء، فيما صعدت القوات الإسرائيلية من وتيرة عدوانها حيث تواصلت عمليات التوغل والاعتقالات، وفي ذات الوقت أقام مستوطنون يهود موقعا استيطانيا جديدا قرب مدينة رام الله. وأفاد شهود أن القوات الإسرائيلية قتلت أمس الاربعاء مسؤول «كتائب شهداء الأقصى»زياد دعاس ومعاونه محمد كركة في مدينة طولكرم بالضفة الغربية. وقد تم ذلك خلال هجوم نفذته وحدة إسرائيلية خاصة مدعومة بمروحية في طولكرم. وكان زياد دعاس خلف في قيادة كتائب شهداء الأقصى في هذه المدينة رائد الكرمي الذي قتله الجيش الإسرائيلي في 14 كانون الثاني/يناير. وقال الشهود إن جثتي الرجلين كانتا ممددتين في الشارع يحرسهما جنود إسرائيليون. وأعاد الجيش الإسرائيلي احتلال طولكرم في 19 حزيران/يونيو في إطار عملية واسعة لضرب البنى التحتية للتنظيمات الفلسطينية المسلحة التي تنفذ هجمات مناهضة لإسرائيل، بعد عمليتين انتحاريتين في القدس، وبالنسبة للشهيد الرابع فلم تتوفر معلومات عن هويته باستثناء إشارة المصادر الفلسطينية إلى أنه أحد نشطاء حركة المقاومة الإسلامية حماس وقد استشهد أمس برصاص الجيش الإسرائيلي في خان يونس. كما استشهد الشرطي الفلسطيني محمود الجهدير 29 عاما برصاص الجنود الإسرائيليين خلال توغل القوات الإسرائيلية الليلة قبل الماضية في عدة مناطق بقطاع غزة. وقد شنت تلك القوات عدوانا جديدا على بيت لاهيا ومخيم جباليا شمال القطاع وتوغلت داخل تلك المناطق مستخدمة الدبابات والجرافات الضخمة ومروحيات الأباتشي وفتحت نيران رشاشاتها الثقيلة بكثافة إلى منازل المواطنين وجرفت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في بيت لاهيا ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية والمقاومة الفلسطينية. كما أصيب فلسطيني آخر برصاصة في الرأس خلال توغل الجيش الإسرائيلي في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، وتم اعتقال ثلاثة فلسطينيين بحجة أنهم مطلوبون أمنيا. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال اطلقت القذائف على منازل بيت لاهيا وأخرجت سكان البلدة إلى الشوارع وبدأت حملة تمشيط واسعة. كما واصلت عزل مدينة رفح ومخيماتها عن العالم لليوم الثالث مع استمرار اعتداءاتها على خان يونس والبلدات المجاورة. وعلى صعيد آخر، ذكر راديو إسرائيل أمس الاربعاء أن المستوطنين الإسرائيليين أقاموا موقعا استيطانيا جديدا قرب مستعمرة بساجوت بالضفة الغربية قرب رام الله. وقال التقرير إنه من المقرر أن تنتقل أولى عائلات استيطانية إلى الموقع في وقت لاحق (أمس)، وادعى قائد القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، الميجور جنرال اسحق إيتان أنه لا علم لديه بخطط المستوطنين للانتقال إلى الموقع. وقال المستوطنون إن الموقع، الواقع خارج بساجوت والقريب من أراضي السلطة الفلسطينية، تجري إقامته ردا على كمين وقع مؤخرا جنوب الخليل قتل خلاله فلسطينيون أربعة مستوطنين. يذكر أن المستوطنين أقاموا عشرات المواقع الاستعمارية غير المشروعة في الضفة الغربية على مدار الأشهر الماضية. وقد تم إخلاء عشرة منها مؤخرا بموجب اتفاق بين وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر ومجلس المستوطنين. وتشكل مسألة المستعمرات والمواقع الاستعمارية الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة إحدى المسائل الأكثر صعوبة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويعتبر الفلسطينيون والمجتمع الدولي المستعمرات والمواقع الاستعمارية غير شرعية.ويطالب الفلسطينيون والمجتمع الدولي بإزالتها في إطار أي اتفاق سلام يجري التوصل إليه في المستقبل.