في محاولة لتطويق الأوضاع في دارفور يبدأ الرئيس عمر البشير زيارة إلى دارفور اليوم الخميس، التي تستعد لاستقبال بعثة تقصي حقائق من المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة بعد أن اتهمت الحكومة السودانية تقرير المفوض السامي (مونش كابيلا) بعدم الدقة، وهو الأمر الذي ساهم بشكل مباشر وبضغوط من دول إفريقية وعربية كما علمت الجزيرة في تأجيل الاستماع إلى تقريره أمام لجنة حقوق الإنسان. ومن جانبه كشف إبراهيم حامد وزير الشؤون الإنسانية السوداني أن الأوضاع في دارفور تتجه إلى الاستقرار، كما بدأ أربعة عشر ألف لاجئ من دارفور في العودة إلى قراهم. وأضاف حامد أن المملكة العربية السعودية كانت في مقدمة الدول التي قدمت إغاثات عاجلة لدارفور، مشيراً إلى وصول 60 طناً من المساعدات السعودية على طائرتين إلى مدينة الفاشر، وقال الوزير: إن الرابطة السودانية الإماراتية سوف ترسل خمس طائرات للقيام ب 75 رحلة إغاثية إلى دارفور، إضافة لتبني الإعمار في عدد من القرى المدمرة ونفى الوزير أن تكون أعداد اللاجئين من دارفور إلى تشاد قد تجاوزت المائة ألف نازح، مشيراً إلى أن الأممالمتحدة قد تراجعت عن هذا الرقم مشيرة إلى أعداد النازحين الآن لا تتجاوز 60 ألفاً، مشيراً إلى أن برنامج الغذاء العالمي قد ساهم في إغاثة دارفور ب 40 ألف طن مساعدات غذائية للاجئين في تشاد مؤكداً أن الأوضاع الصحية مستقرة، ولم تسجل أية وبائيات. وعن الوضع السياسي في دارفور نفى الحاج عطا الله المنان أمين حزب المؤتمر الوطني عن الخرطوم أن يكون الصراع الحالي في الخرطوم تعبيراً عن سياسة حكومية في التطهير العرقي، ووصف هذه الاتهامات بالأكاذيب، وأكد المنان أن أهالي دارفور من عرب وأفارقة هم مسلمون، وأن القبائل العربية تتصارع فيما بينها على الكلأ والماء، مشيراً إلى وجود صراع على هذه المسائل منذ عقود بين القبائل البالغ عددها حوالي خمسمائة قبيلة، والذي قد شهد تطوراً بسبب تكثف وجود السلاح في أيدي القبائل. وأكد المنان أن الحكومة تسيطر على الأوضاع في المدن وعلى طول الحدود، كما يتعامل وفدها في أنجمينا بأفق واسع للوصول إلى اتفاقات مع المتمردين في دارفور حتى يمكن تحقيق الاستقرار السياسي في السودان، وذلك لضمان عدم وجود ثغرات تنفذ منها الضغوط الخارجية. وأضاف المنان أن الحكومة قد شكلت لجاناً للتعايش السلمي في دارفور حتى يمكن حل صراعات الثأر والكلأ والماء مشدداً على أن المشكلة هي اجتماعية في المقام الأول، وتأتي المشكلة الأمنية في المرتبة الثانية. مشيراً إلى أن النسيج الاجتماعي في دارفور مختلط ومتماسك بسبب وحدة العرب والأفارقة في ديانتهم بالإسلام، كما أن أهالي دارفور يتمتعون بالثراء وتعليم أبنائهم. وأضاف المنان أن النهب المسلح في دارفور قد تم تسييسه لأسباب خارجية وأخرى داخلية، مشيراً إلى أن الحكومة حاولت تطويق الموقف في مؤتمر للصلح بالفاشر عُقد في شمال دارفور عام 2002م، ورغم ذلك فقد سعى المتمردون للاستيلاء على الأرض وهو المخطط الذي انشأته الحكومة السودانية.