في مثل هذا اليوم من عام 1972، وبعد ثلاثة أيام من قصف مكثف وشديد بالصواريخ والمدفعية، عبر ما بين 12- 15 ألف جندي تابعين لكتيبة هانوي رقم 304، تدعمهم الدبابات والمدفعية والوحدات المضادة للطائرات المجهزة بصواريخ أرض- جو المنطقة المنزوعة السلاح حيث اجبروا الكتيبة الثالثة لفيتنام الجنوبية على التراجع إلى قواعدهم الخلفية. ويعتبر هذا الهجوم الخطوة الأولى لحملة فيتنام الشمالية، التي يطلق عليها (نيجوين هو) أو الهجوم الشرقي، وهو غزو مكثف من قبل قوات فيتنام الشمالية مصمم لشن هجوم يحقق لهم الفوز بالحرب، وقد اشتملت القوات المهاجمة على 14 كتيبة مشاة و 26 كتيبة منفصلة مع اكثر من 120 ألف جندي وحوالي 12 ألف دبابة وعربات مصفحة أخرى، وتمثلت الأهداف الرئيسية لفيتنام الشمالية من وراء هذا الهجوم في إسقاط كوانج تري في الشمال وكونتوم في المرتفعات الوسطى بالإضافة إلى آن لوك في الجنوب. ومن الأهداف الأخرى لفيتنام الشمالية وراء هذا الهجوم إثارة إعجاب العالم الشيوعي وإعجاب شعبها بعزمها القوي والاستفادة من الشعور المناهض للحرب في أمريكا وإمكانية الضرر بالرئيس ريتشارد نيكسون حتى لا تتم إعادة انتخابه، بالإضافة إلى الإضرار بقوات فيتنام الجنوبية واستقرار حكومتها واكتساب اكبر قدر ممكن من الأراضي قبل توقيع أية معاهدة سلام بالإضافة إلى تصعيد المفاوضات بشروطها الخاصة. وفي البداية، تم التغلب على مدافعي فيتنام الجنوبية تقريبا، وخاصة في الأقاليم الشمالية، حيث تخلوا عن مواقعهم وهربوا إلى الجنوب، إلا أنهم كانوا اكثر نجاحا في كونتوم وان لوك، ولكن تم تحقيق هذا النجاح فقط بعد أسابيع من القتال المرير. وبالرغم من أن فيتنام الجنوبية تكبدت خسائر كبيرة، إلا أنها استطاعت صد الهجوم بمساعدة من المستشارين الأمريكيين والقوات الجوية الأمريكية، واستمرت الحرب في فيتنام الجنوبية بأكملها حتى أشهر الصيف، إلا أن قوات فيتنام الجنوبية ردت الغزاة في النهاية واستعادت أراضيها في سبتمبر، ومع سقوط الغزو الشيوعي أعلن الرئيس نيكسون أن انتصار فيتنام الجنوبية اثبت صحة برنامجه الخاص بفيتنام، الذي وضعه في عام 1969 لزيادة القدرات القتالية للقوات المسلحة لفيتنام الجنوبية.