بينما يتوافد الوزراء على باريس للتوقيع اليوم على اتفاقية وقف اطلاق النار تشير الأنباء الواردة من سايجون إلى استمرار القتال على نطاق واسع في فيتام الجنوبية، ويقول المراسلون في سايجون ان الناس هناك يتوقعون أن يتفاقم الموقف قبل تنفيذ وقف إطلاق النار عند منتصف الليل من هذا اليوم بتوقيت جرينتش. فالطرفان يحاولات تحسن مواقفهما وتوطيد سيطرتهما على الأراضي التي استولوا عليها. وفي احدى الحوادث التي وقعت مؤخراً قتل جندي أمريكي وعدة جنود فيتناميين جنوبيين كما جرح أكثر من ثلاثين أمريكياً وفيتامياً جنوبياً من جراء هجوم شنه الشيوعيون بالصواريخ على القاعدة الجوية في بيان هوا بالقرب من سايجون كما تساقطت صواريخ أخرى على مدينة بيان هوا نفسها مما أدى إلى جرح نحو ثلاثين مدنياً. هذا وقد هاجم الشيوعيون ايضاً القواعد الجوية عند بليكو في الهضاب الوسطى حيث قتل عدد من جنود فيتنام الجنوبية وجرح عدد آخر. وفي دانانج قتل تسعة من المدنيين، وقد قتل جندي أمريكي عند سقوط طائرة الهليكوبتر التي كان عضواً في طاقهما بعد سقوطها على مسافة 300 ميل إلى الشمال من سايجون. ويقول الفيتناميون الجنوبيون إنه وقع قتال ضار بالقرب من مدينة كوانج ترى وذكروا انهم قتلوا أكثر من مائة شيوعي وأن خسائرهم كانت قتيلاً واحداً. وفي سايجون أدى قذف مركز بوليس بقنبلة يدوية إلى اصابة شرطي بجراح. ومن المتوقع ان يصل إلى سايجون يوم الأحد وفد يمثل طليعة ضباط فيتنام الشمالية والفيتكونج الذين سيشتركون في اللجنة العسكرية التي تضم أربع دول والتي ستشرف على تنفيذ الهدنة في فيتنام، وستبدأ هذه اللجنة مباحثاتها يوم الاثنين. وقد قال الرئيس ثيو في إذاعة له ان لديه أسباباً وجيهة تدعوه إلى الاعتقاد بأن الشيوعيين سيواصلون خداعهم بعد وقف إطلاق النار واتهمهم باستخدام اتفاقية السلام كوسيلة للتسويف نظراً لأن قواتهم تعاني من الإرهاق وقال إنهم اذا تسللوا إلى المناطق التي تسيطر عليها حكومة فيتام الجنوبية بعد اطلاق النار فسيكونون عرضة للقصف. وفي باريس صرح كبير مفاوضي فيتنام الشمالية لي دوك ثو بأن بلاده ستتقيد حرفياً ببنود اتفاقية السلام التي وقعها في باريس يوم الثلاثاء الماضي مع مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي هنري كيسنجر. وقال في تصريح قبل مغادرته باريس أمس عائداً الى هانوي عن طريق موسكو وبكين قال ان صوت المدافع سيتوقف وإن السلام سيعود إلى فيتام. وأضاف ثيو ان فيتنام تواجه صعوبات ومهمات شاقة ولكن الشعب الفيتامي أصبحت لديه ظروف مشجعة لإعادة بناء بلاده. وذكر أن الفرصة أصبحت مواتية له الآن للقيام بزيارة لسايجون عاجلاً أم آجلاً.