في مثل هذا اليوم من عام 1972،خرجت الكتيبة الثانية لقوات فيتنام الشمالية من لاوس وكمبوديا لفتح جبهة ثالثة بهجومهم في المرتفعات الوسطى على مدينتي كونتوم وبليكو في محاولة لتجزئة فيتنام الجنوبية إلى قسمين، وإذا نجحت هذه العملية، فإنها سوف تمنح فيتنام الشمالية سيطرة على الجزء الشمالي من فيتنام الجنوبية.ويذكر أن الهجوم على ثلاث جبهات كان جزءاً من حملة فيتنام الشمالية التي تعرف بهجوم الفصح، التي شنتها في 30 مارس، وكانت هذه الحملة عبارة عن غزو شامل لتسديد الضربة القاضية التي سوف تؤدي إلى انتصار الشيوعيين، وشملت القوات المهاجمة على 41 كتيبة مشاة و26 كتيبة منفصلة بالإضافة إلى 120 ألف جندي وحوالي 1200 دبابة بالإضافة إلى العربات المصفحة الأخرى.وجدير بالذكر أن فيتنام الشمالية كان لديها عدد من الأهداف من وراء شن هذا الهجوم، منها إثارة إعجاب العالم الشيوعي وشعبها، وزيادة شعور الشعب الأمريكي ضد الحرب، والإضرار بفرصة إعادة انتخاب الرئيس ريتشارد نيكسون، واثبات أن عملية توحيد فيتنام فاشلة، بالإضافة إلى الإضرار بقوات فيتنام الجنوبية واستقرار حكومتها، وكسب أكبر قدر ممكن من الأراضي قبل عقد معاهدة سلام محتملة وتعجيل المفاوضات بموجب شروطها.وفي البداية، تم التغلب على قوات فيتنام الجنوبية في كل هجوم، وخاصة في الأقاليم الشمالية، حيث تخلوا عن أماكنهم في كوانج تري وهربوا إلى الجنوب خوفاً من انقضاض الأعداء، وفي كونتوم وان لوك، كانت قوات فيتنام الجنوبية أكثر نجاحاً في صد هجمات فيتنام الشمالية، وبالرغم من أن المدافعين تكبدوا خسائر كبيرة، إلا انهم استطاعوا الاستمرار بمساعدة من المستشارين الأمريكيين والقوات الجوية الأمريكية.وتغلبت قوات فيتنام الجنوبية على الغزاة واستطاعت استعادة كوانج تري في سبتمبر.ومع فشل الغزو الشيوعي، أعلن الرئيس نيكسون أن انتصار فيتنام الجنوبية اثبت صحة برنامجه لفيتنام الموحدة، وأعلن في 1969 زيادة القدرات القتالية لقوات فيتنام الجنوبية.