أمطِ اللثام(1) قد اصطفيتَ شهيدا وأقمت في ملأِ الملائك عيدا عُرساً تُطلَُ الحورُ فيه روانيا يلْبسنَ من حُللِ الجمال بُرودا وفتحتَ باباً للعلا يرقى له متخيرٌ سبلَ الرشاد سعيدا ونشرتَ سِفراً للبطولة مشرقاً وتلوتَ من غرر الجهاد نشيدا يعلو به مجدٌ, وتشرف أمةٌ ويَظل ميدانُ الجهاد مديدا يمضي له الأحرار لا يغشاهمُ فزعٌ, ويقضي الخانعون عبيدا أمطِ اللثام.. فإن أحمدَ قد رجا هذا المقامَ.. فناله محمودا وأنرْ طريقاً فيه ألفْ خليفةٍ رفعوا الكتاب.. وأسقطوا التلمودا *** لا تستهنْ أبدا بعزم مجاهدٍ حتّى وإن سلكَ السبيلَ وحيدا حتَى وإن كَمَنَ الطغاةُ أمامه ووراءه, وبنوا عليه سدوداً حتى وإن ذاقَ المرارةَ والضَنى وقضى الحياة من السِّقام قعيدا يبتاع بالدنيا حياةً حرةً لله محتسباً ويطوي البيدا وينازل الخصمَ اللَّدود ويبتني مجداً, كناصيةِ الزمان تليدا تسمو به الدنيا وتبسم عندما يرد الشدائد باسلاً صنديدا لم يستكنْ يوماً ولم يعجزْ وقد أعلى الجهاد وأعلن التوحيدا ويفجّر البركانَ تحرق نارُه أغلالَ بطشٍ مسرفٍ وقيودا ويخاطب الدنيا بأني ها هنا قدَر يظل على الطغاة عنيدا فأنا معي الله القوي يزيدني أملاً, أأرجو بعد ذاك مزيدا؟! *** يا من تَخذِتَ من الجهاد مطيةً لا تنثني ومن الثّبات جنودا يا من غدوتَ على المكاره صابراً وعلى الطغاةِ وما أتوُه شديدا وجعلتَ ليل الغادرين مخاوفاً وجعلت أنْهُرَهم كواسفَ سودا وغدوتَ تسبق في البواكير الضحى وتنال ذكراً في النفوس حميدا وتزاحم الآصال في سبحاتها تهفو إلى الملأِ الرفيعِ صعودا وعلى الدجى تمضي ويمضي فتيةٌ عمّار ليل ركعاً وسجودا لتطلّ من أفق الصباح مجللاً بالنُّور تستدني الضياء وليدا شرفُ الكرامة بالشَهادة حُزْتهُ وتلبسوا خزياً يضاف جديدا أنت الشَجاع الفذُّ لا يرقى له إلا أشدُّ سلاحهم تعقيدا نصبوك جيشاً في البسالة ماجداً وتهيبوا عند النزال ورودا رموا القذائف والصواريخ التي تشوي الجبال حجارة وحديدا هذي الشهادة أن مجدك لم يكن دُنيا تزخرف أو بناءً شِيدا ومواكباً مبسوطةً ومراكباً ممدودةً وتجارةً ورصيدا بل كان مجدُك أن عزمك نافذ يذكي العزائم جذوةً وصمودا فمضى الأشاوس يمطرون (نتانيا) أو (تل أبيب) البأس أو (أشدودا) لا يّرهبون من العدو حشوده بل يُرهبون ويُسقِطون حشودا جعلوا (الأباتشي) إن أغاروا دمية و(المركبا) صنماً أصمّ بليدا وغدا الحزام سلاحَ فتكٍ نافذٍ وغدا المفجّر فارساً مشهودا *** هذا زمان الغدر حسبك أن ترى وطناً يباع وكاتباً وشهودا وترى فلول (الوعد) أو من بعدهم لا يملكون الوعد والموعودا (بلفور) يمنح بالضلالة موطناً وتضل (أمريكا) الطريق بعيدا وترى يهودَ وقد علت من خسّةٍ وترى الأصاغرَ يتبعون يهودا وترى الوفود على الوفود تتابعت ترجو السلامة أو تصدُّ وعيدا يتهافتون وما رأوا في سعيهم صرعى السلام على الطريق حصيدا هذا سلامُ الواهمين تسوقهم أحلامهم إذ ينعمون رقودا بالأمس كنا نزدري إن أعلنوا في النائبات الشجب والتنديدا واليوم باتوا يشجبون أخاهمُ ويؤيّدون عدوّهم تأييدا لن يبلغوا سِلماً ولن يصفو لهم إلا إذا اقتحموا المعارك صِِيدا ورأى العدوُّ البأس يعصفُ كالحاً ورأى الرِّجالَ لدى النزال أسودا ورأى مواقفَ صانها وأقامها من صانَ قبلُ مواثقاً وحدودا *** ما كلُّ من سأل الشهادة نالَها وغدا بها متنعماً محسودا لكنه صِدْقُ السؤال وفارسٌ يمضي إلى الله الجليل رشيدا ويجيءُ ميعادُ الشَهادةِ مُنقذاً والناسُ قد سئِموا الحياةَ خمودا لتحرِّك الآمال في وجدانهم وتبثهم فجراً أغر مجيدا أَمِطِ اللثامَ متى اصطفيتَ مجاهداَ ليقيمَ نصراً.. أو يقومَ شهيدا (1) المخاطب هو الموت الذي يناله الشهيد, ونحتسب الشيخ شهيداً بإذن الله