ما ان بدأت المنتديات الاقتصادية والحوارات في مدننا السعودية حتى علت نبرة المنادين بخروج المرأة في تلك المحافل بحجة ان المرأة نصف المجتمع، وكأن هذا النصف مغيب خلال السنين الماضية، مع انها موجودة بشكل فاعل في التعليم والتطبيب، وفي شؤون الحياة الاخرى، الى جانب رعايتها للاسرة التي هي بحق أعظم رسالة واسمى دور تهديه لمجتمعنا المسلم، والخوف ان تجرها الاصوات القادمة مع تيار التبديل والتغيير فتغرق في وظائف لا تتفق مع الثوابت ومع تكوينها، وهذا لا يعني عدم تمكينها من الاعمال التي تناسب طبيعتها سواء في القطاع الحكومي او الخاص، كالبيع والشراء، وادارة المنشآت الانتاجية المناسبة البعيدة عن الاختلاط بالرجال، وفتح مكاتب نسائية مستقلة تقوم بالاعمال التي تؤديها الجهات الحكومية، كوزارة التجارة والغرف التجارية، والتأمينات الاجتماعية، ومؤسسة التقاعد، والبنوك، ووزارة العمل، والبلديات، طالما لا تتعارض هذه الاعمال مع النشأة التي قام عليها المجتمع السعودي المعروف بغيرته ومحافظته على نسائه بعيداً عن الابتذال والذوبان تحت اية ذريعة، ولهذا يبقى التواصي بالوسطية دون افراط او تفريط، وهو ما يجب الانتباه اليه مع رياح التغيير القادمة وبروز ثلة من النساء والكتّاب ممن يدفعون بالمراكب صوب البحار والمحيطات البعيدة. فلنا خصوصيتنا وان بدا هذا الاستثناء في نظر البعض غير ضروري الا انني اراه لازماً، واجزم انه سر بقاء مجتمعنا نقيا من الشوائب التي تعصف بالمجتمعات التي غلّبت الجانب المادي دون النظر فيما سواه، حتى وان ظهرت للتوّ الحياة لدى الاخرين جاذبة وذات لمعان خاطف، فهو بريق خادع ولا شيء غيره. ومن هنا ندعو بناتنا -وهن يقفن على مفترق حاد- الى التفكير والرؤية فيما يجب وما لا يجب، فالخطأ هنا جسيم، ونصيحة لكتّابنا ممن يتبنون دعوة النساء للمنتديات الرجالية كيفما اتفق ان يتحروا الحق والبعد عن كل اشارة او قول يتعارض مع الشرع المطهر، حفظ الله بلادنا وامتنا من كل شر وفتنة.