ما زال هذا الغربال متهافتا متهاويا رخوا لا يكاد يمسك شيئا وعلة ذلك المجاملة على حساب الحقيقة والحق التي ورثناها من عصور الظلم والظلام والمذلة. وقبل أيام سمعت من أديب كبير سعودي نعرفه جميعا إنه يتردد كثيرا ويشعر بالحرج والضيق كلما أراد أن يكتب شيئا في نقد شاعر أو أديب لأنه يوقن أنه إذا قال ما يراه حقا وصدقا غامر بفقد صداقة عزيزة وإذا مدح شاعرا أو أديبا كاذبا ومجاملا شعر بالذل والمهانة وغامر باسمه وشرفه وسمعته.. ليسوا بشعراء البتة. الناقد لا يستحق شرف اسمه إذا خان رسالته ورضي باثم الكذب والتضليل، بل هو يسيء إلى جيله وإلى سمعة وطنه الأدبية أبلغ إساءة وأخوف ما أخاف أن نتهم من قبل جاراتنا الدول العربية ومن الأجيال المقبلة بالجهل وانحطاط الذوق الأدبي عندما يقرأون للشارع الذي سميناه فحلا شعرا سخيفا ليس فيه رائحة الشعر، إن النقد عملية معقدة مركبة ولكنها خلاصة لذاتية الناقد فينظر كل ناقد أن يضع نفسه وأن يضع وطنه، فلا تضحكوا الأمم منا يا أيها الأدباء ويا أيها النقاد واتقوا الله.