"نقد" مجلة فصلية جديدة تصدر في بيروت غير آبهة للظروف الصعبة التي يشهدها لبنان بل متحدية هذه الظروف ومصرة على الطابع الثقافي الذي كثيراً ما تميزت به العاصمة اللبنانية. والمجلة التي"تعنى بنقد الشعر"والتي تصدرها دار"النهضة العربية"التي أطلقت قبل فترة سلسلة شعرية عربية، يترأس تحريرها الشاعرة زينب عساف والشاعر ماهر شرف الدين. وكان العدد الأول عبارة عن كتاب أو ملف دار حول الشاعر بول شاوول. وشارك في العدد: الناقد المغربي عبدالرحمن بن زيدا، الناقد اللبناني سعد كموني، الناقدة والمخرج العراقي فاضل سوداني، الناقد العراقي عيد السامري، الناقد الجزائرية مليكة مبارك، الشاعر اللبناني عقل العويط. وجميعهم تناول مناحي عدة من نتاج شاوول الشعري والمسرحي والسردي وعبر مناهج ومقاربات مختلفة. وضم العدد منتجات من أعمال شاوول، مثل:"أيها الطاعن في الموت"1974"بوصلة الدم"1977،"وجه يسقط ولا يصل"1980،"الهواء الشاغر"1985، موت نرسيس 1990،"كشهر طويل من العشق"2001،"نفاد الاحوال"2002،"منديل عطيل"2002،"عندما كانت الارض صلبة". 2002. وجاء في مقدمة العدد الأول:"في المشهد الشعري العام، لا يختلف شاعران، أو ناقدان، أو ناقد وشاعر، على أن ما ينقص كتابنا الشعري العربي، المعاصر تحديداً، هو النقد وليس الشعر لا ينقصنا بودلير الشاعر، بل بودلير الناقد. ولأن النقد، لدينا، دخل في غيبوبة الاجتماعيات، فبات مجرد قناة للعلاقات الشخصية، وصرباً من ضروب المجاملات الصحافية، أو تصفية الحسابات، ولا داعي لاستخدام المزدوجتين، كان لا بد من مشروع مستقل وحرّ، يعيد النقد الى نفسه، أي الى ضميره، والى مكانته، أي الى الكف عن اعتباره من لزوم ما لا يلزم. وإذ نتناول في هذا العدد، الاول، الشاعر والكاتب المسرحي اللبناني بول شاوول، فلا ترتيب ألفبائياً أو كرونولوجياً أو قيمياً اعتمدناه. نقول: لا نريد نوعاً من التزام تسلسل ما يثقل كاهل المجلة بما لا نرغب، وبما لا نستطيع. لا خلفيات، إذاً، لانتقاء تجربة شاعر أكثر من كونه اشكالياً ومؤثراً في التجربة الشعرية العربية، وأكثر من أننا استطعنا تحصيل مادة نقدية وافية عنه العدد الثاني سيكون عن صلاح عبدالصبور. نقول ذلك ونعني أن"نقد"ستتناول جميع شعراء العربية المستحقين. ونقادها بالتأكيد، شاعراً شاعراً، وجيلاً جيلاً: سنتناول جيل الروّاد مثلما سنتناول جيل الأخير زمانه. أيضاً، سيكون للقديم من الشعر والنقد ما للمعاصر منه، فهو احتفاء بالمتنبي، وهو احتفاء بالجرجاني... هو احتفاء بالشعر ضد الحزب، وبالقصيدة ضد الشلة، وبجوهر الشعر ضد أشكاله.