سعادة أخي الكريم الأستاذ خالد المالك الموقر رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: فَتَحَتْ صحيفتكم الموقرة ملف وزارة الإعلام، عندما كتبتم مقالكم (وزراء الإعلام من القناة الأولى إلى الإخبارية) (28 ذو القعدة 1424ه) ثم مكنتم رابع وزير للإعلام (معالي علي بن حسن الشاعر) أنْ يوضَح نقطة (العَسْكرة) التي أشبعها إيضاحا، وما تلى ذلك من سرْد لما تم إنجازه، في فترة توليه حقيبة وزارة الإعلام. أخي خالد: لم آت الآن للحديث نيابة عن وزراء الإعلام الخمسة (الحجيلان، والعنقري، واليماني والشاعر والفارسي) ولكنني - كما قلتُ في كتابي (نشأة وتطور الإذاعة في المجتمع السعودي) الطبعة الثالثة، ص 458 - على اقتناع بأن لكل واحد منهم، بصمة فكرية خاصة به كما هي بصمته الإبهامية، وإنْ اختلفت مساحة هذه البصمة من وزير إلى آخر، وهو أمر طبيعي ويرتبط بعدة عوامل، لا أرى الحديث عنها الآن، مُرجئا ذلك إلى وقت لاحق. وفي كتابي عن نشأة الإذاعة، دوَنتُ بعضا مما أعرفُه عن هؤلاء الوزراء، وما عايشْتُه معهم من نشاطات لهم، عن العمل الإذاعي فحسب، بحكم أنني أمضيت فيه زهاء ثلاثين عاما، ومنْ شاء معرفة ذلك فليعُدْ إلى الكتاب، وليس في هذا تسويق له، فنُسخُ منه موجودة في مستودعات وزارة الثقافة والإعلام ويستطيع من يرغب أن يحصل على نسخة مجاناً كما هو المتبع. ولقد حرصتُ في ذلك التدوين، على تأكيد مجرد شاهد عيان محاولا التمسك بالموضوعية والأمانة والبُعْد عما عداهما ولذلك رويْتُ بعض ما دوَنْتُه في مفكرتي الخاصة، وما استوعبته ذاكرتي من ملامح العمل الإذاعي، أثناء قيام هؤلاء الوزراء الخمسة بمهامهم، لاسيما وقد عاصرتهم جميعا، وعملْتُ معهم وبقربهم، وحاولتُ التعرف على أفكارهم وطُرق أساليبهم في الإدارة والتنظيم الإذاعيين، ومن ثمَ فقد رأيتُ بأن من الوفاء لهم بل من الأمانة التاريخية أنْ أسجل في تلك الطبعة من الكتاب، بعضا من السمات التي اختصَت بها الإذاعة السعودية، في الفترة التي أمضاها أولئك الوزراء الخمسة في وزارة الإعلام (حتى عام 1420ه). وأشرْتُ آنذاك إلى أنني لستُ بصدد إعداد رصدْ كامل لأعمالهم، فما لذلك رميت، ولم أُزمع تقديم سجل شرف لهم فليس ذلك قصْدي، وإنما دفعتني رغبة لأن يتعرَف قادة العمل الإذاعي السعودي الحاليون والمقبلون ومعهم الجيل الإذاعي السعودي الحالي والمقبل ايضا - على بعض ما تم إنجازه خلال تولي الوزراء الخمسة للإعلام حقائبهم الوزارية، واقتصرْتُ في ذلك التدوين على الجانب الإذاعي فحسب - بحكم تخصص الكتاب - دون غيره من المجالات الإعلامية الأخرى. ولقد أتى أخيرا الوزير (علي الشاعر) ليقرر حقيقة حينما قال: إنَ جميع الوكلاء ومساعديهم ومديري الإدارات، كانوا يتمتعون خلال زمالتي لهم بوزارة الإعلام بصلاحيات واسعة وفق اللوائح والنظم، وقد أعطيتُ البعض جزءا من صلاحياتي لمرونة العمل، وسرعة التصرف، في جو من التعاون، والتفاهم، والثقة المتبادلة: وإزاء هذه الحقيقة، لابُد من الإشارة إلى أن وكالة الأنباء السعودية (واس) التي شرفْتُ بإدارتها على مدى (12) عاما، كانت من أوائل المؤسسات الإعلامية الرسمية، التي أخذت بنصيب وافر من هذه الصلاحيات. أما (جو التعاون والتفاهم والثقة المتبادلة) الذي أشار إليه الوزير الشاعر، فهو بيْت القصيد في رسالتي هذه. إذ كان السمة الغالبة على عمله، مع معظم مسئوولي أجهزة وزارة الإعلام و (واس) من بينها. هذه إضافة رأيت تدوينها في هذه العجالة، للأمانة وللتاريخ ومن أجل مؤسسة إعلامية وضع نواتها الملك المؤسس (عبدالعزيز آل سعود) رحمه الله، وغدت اليوم إحدى المؤسسات الإعلامية الكبرى في الوطن العربي، مدعومة بما يضفيه عليها دوما خادم الحرمين الشريفين (الملك فهد بن عبدالعزيز) وسمو ولي عهده الأمين (الأمير عبدالله بن عبدالعزيز) من إحساس متناه بالمسؤولية. تحياتي مع تقديري والله يرعاكم. أخوكم بدر بن أحمد كريم المدير العام السابق لوكالة الأنباء السعودية