أكد الدكتور عبد العزيز الغامدي، استشاري العلاج الإشعاعي للأطفال، أن تقنية العلاج بالبروتون تمثل نقلة نوعية في علاج الأورام، خاصة أورام الأطفال، لما توفره من دقة فائقة في استهداف الخلايا المصابة وحماية الأنسجة السليمة. وأشار في تصريح ل"الرياض" إلى أن هذه التقنية، التي لم تكن متوفرة في كندا وكثير من دول العالم خلال فترة تدريبه، حيث تُعد أملًا جديدًا لتحسين جودة الحياة وتقليل الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي التقليدي. وأوضح د. الغامدي أن البروتون، كجسيم مشحون وله حجم فيزيائي، يتيح التحكم الدقيق في مدى الإشعاع، ما يجعل من الممكن استهداف المنطقة المصابة فقط، مع تقليل جرعات الإشعاع على الأنسجة السليمة إلى مستوى الصفر تقريبًا، على عكس العلاج بالفوتون المستخدم حاليًا في المملكة، الذي يصعب معه التحكم في الموجات بشكل كامل. واستعرض د. الغامدي مثالًا عمليًا حول أهمية هذه التقنية، مشيرًا إلى أنه عند علاج طفل عمره سنتان مصاب بورم في الدماغ، يمكن لتقنية البروتون تقليل الإشعاع عن الأجزاء السليمة من الدماغ، مثل المناطق المسؤولة عن الذاكرة والتفكير والتعلم، مما يساهم في الحفاظ على القدرات العقلية للطفل ومستقبله. وأكد أن تعرض الأنسجة السليمة للإشعاع في العلاجات التقليدية قد يؤدي إلى مشكلات مستقبلية صحية واجتماعية على الطفل وأسرته، إضافة إلى زيادة الأعباء على الدولة. ودعا د. الغامدي إلى الاستثمار في هذه التقنية داخل المملكة لتوسيع نطاق استخدامها، ما يسهم في تقليل حاجة الأطفال للسفر للعلاج بالخارج. وأشاد بالجهود المبذولة من وزارة الصحة والمنشآت الصحية لإدخال تقنية البروتون، مشيرًا إلى وجود كوادر سعودية متخصصة قادرة على قيادة هذا المجال بكفاءة.