كانت لي وقفة تأمل طويلة مع مقالة الأستاذ: عبدالله الكثيري والتي يتحدث فيها عن العنوسة، وعزى سبب المشكلة إلى تشرط أولياء الأمور وتشددهم في اختيار الزوج، قد يكون هذا سببا صحيحا أحيانا، ولكن هناك سبب آخر ظهر إلى السطح في السنين الأخيرة ولم يكن ظاهرا من قبل، ألا وهو تشرط الشباب أنفسهم وبحثهم عن الجمال فقط، استفحل هذا الأمر ربما لوجود الفضائيات التي تصور المرأة على أنها شكل ومظهر فقط مما غرس في نفوس شبابنا أولوية الجمال المظهري دون الجوهر، قد ترى شابا مرفوضا من عدة أسر وعندما تبحث عن السبب تجده قد طلب خطبة فتيات جميلات أوثريات، لو بحث هذا الشاب عن فتاة عادية المظهر لوجد الكثير، وربما السبب يعود إلى الأهل فالأمهات أوالأخوات يبحثن عن زوجة لابنهم تناسب أذواقهن وقد يجدن الرفض من قبل الأسر ويطول الزمن على هذا الشاب الذي يظل عازبا عرضة للمخاطر ومفاتن الحياة، وقد يصاب باكتئاب نتيجة رفض الأسر له وهو لايدري أن أهله هم السبب حيث يطلبن خطبة فتيات جميلات، ولو قللن شروطهن لوجدن، فالأخت أحيانا تبحث لأخيها عما يناسب ذوقها وقد تقول «نبغي وحدة حلوة تشرفنا نفتخر بجمالها عند الناس» هل هي فستان تفتخرين به؟ ، إنك أيتها الأخت أوالأم عندما تخطبين لابنك لتساهمي في بناء أسرة سعيدة وتسعدي فلذة كبدك وتصديه عن الحرام، ولست بصدد شراء سلعة تتباهين بها، المهم هو سعادة ابنك والسعادة ليست بالجمال الشكلي، فيجب على الشاب أن يبحث بنفسه عن ذات الخلق والدين إذا رأى من أهله تشددا، فيطلب النظر إليها لأنها قد تحمل بعض صفات الجمال فالمرأة السعودية غالبا لاتخلو من ملاحة ولكن تشدد الأم والأخت وترددهما هو السبب حيث يعتبرانها سلعة ونحن نعرف طريقة النساء غالبا في الاختيار يتأخرن ويترددن، وليس لهن حزم الرجال في الأمور فكثير منهن مثلا في السوق يترددن كثيرا في اختيار السلع حتى ولو كانت جيدة بعكس الرجال، فخذ أيها الشاب بنصيحة رسولك المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا تأخذ بنصيحة أختك أوأمك إن أصرتا على البحث عن الجميلة فقط، فالرسول كلامه حق حين يقول: «اظفر بذات الدين تربت يداك»، وأرى أنه يجب مناقشة هذا الأمر كثيرا من قبل المشايخ والإخصائيين الاجتماعين، ألا وهو تشرط الشباب في البحث عن جميلة فهذا سبب أساسي لعنوسة فتيات المجتمع وقد غفل عن هذا السبب كثير من الناس، وهاأنا ذى قرأت في ركن الإرشاد في صحيفتكم الموقرة عن فتاة تعرض مشكلتها على الشيخ حيث انها ملتزمة ومثقفة ولم يتقدم لها أحد مما أصابها بالاكتئاب، إنه تشرط الشباب وتعنتهم، هذا الأمر خطير حيث يفضي بفتياتنا إلى الاكتئاب والألم فلماذا نرمي فتياتنا في براثن العنوسة حيث الألم والحسرة كما أفصحت هذه الفتاة، لقد أحسنت هذه الفتاة حين عبرت عن هذه المشكلة، وأخرجتها للوجود، جيد أنها لم تخجل ولا داعي لأن تخجل فتياتنا من أمر كهذا، إنما الذي يجب أن يخجل هو الشاب المتشرط أومن تزوج بأجنبية فهذا فعل فعلا شنيعا وعليه أن يدس رأسه في التراب خجلا لأنه أضر بنت وطنه وأسلمها للألم وأضر بنفسه وعائلته فالزوجة الأجنبية قد يكون لها تأثير سلبي على أبنائه لاختلاف التزامها الديني عن بنت الوطن الغالية التي جمعت بين الخلق والدين والعلم والسمعة ولوبحث لوجد الكثيرات من الفتيات الصالحات المتعلمات، أما آن للشباب أن يحرصوا على ذات الدين ويتركوا المظاهر؟ ألا يريدون البركة والخير كما أخبرهم رسولهم؟ الرسول يريد لك البركة والخير وأنت غافل عن ذلك، ينصحك ولا تسمع نصيحته ألست مسلما تهتدي بسنة نبيك؟؟ أليس مايقوله الرسول حقا؟؟، يعدك بالبركة ولاتريد ذلك عجبا لك!! هل هناك من يترك الخير؟؟ هل هناك من لايريد البركة؟؟ تعرض مجتمعنا للعنوسة بفعلك هذا وتعرض حياتك للمشاكل والفوضى فالجمال لا يجلب السعادة الأسرية فارتدع عن فعلك هذا، أسأل الله أن يطرح الخير والبركة في أسرنا .