كثير من رجال مجتمعنا يلهثون وراء الجمال، جمال المرأة هم يبحثون عن سراب، عن أوهام، فجمال الشكل ينضب وجمال الخُلق باق، هذا الأمر سبب عدة مشكلات اجتماعية، فالرجال المتزوجون يريدون من زوجاتهن أن يكن في غاية الجمال ويقارنون بينهن وبين ما يشهدونه في الفضائيات، فتحزن هذه الزوجة المسكينة، فتلجأ إلى كثرة التجمل والتزين ارضاءً لزوجها، فما عاد الزوج يبحث عن البساطة في الجمال بل يريد التكلف كما يراه على الشاشة فتندفع المرأة إلى الكوفيرات والمشاغل، تقضي الوقت في تنعيم لبشرتها وقصات مختلفة للشعر ونمص وتشقير للحواجب وصبغات وماكياجات بعدة أشكال وألوان، تضيع وقتاً ومالاً كثيراً في سبيل ذلك، كان من المفترض أن تقضي هذا الوقت مع أسرتها، يجلس الزوج والأولاد والزوجة في جو عائلي مفعم بروح المحبة يتدارسون القرآن الكريم والسيرة النبوية تارة ويستمتعون بنزهات عائلية سعيدة تارة أخرى رب الأسرة يوجه زوجته وأبناءه إلى كل حسن وينهاهم عن كل شر، يزورن كل قريب ويتذكرون كل ضعيف بالدعاء والصدقة والزيارة، متعاونون متكاتفون فيما بينهم تحيطهم أجواء الايمان والسعادة، هذا هو الجو العائلي الصحيح وهذا هو نموذج صالح للعائلة المسلمة التي تستهدي لهدى نبينا صلى الله عليه وسلم الذي يقول «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» لا أن يطغى الزوج لمفاتن النساء ويجعل الزوجة تضطر لتغير شكلها ارضاء له، وقد يفضي بها هذا إلى المحرّم مثل التنمص والقصات القصيرة جداً، وأنا أعلم أيضاً أن هناك من النساء من تفعل ذلك من أجل التباهي أمام زميلاتها لا من أجل زوجها المهم أن النتيجة واحدة، هذا الأمر لا يقتصر على المتزوجات فهناك الفتيات اللواتي يبالغن في التجمل وقضاء الوقت الكبير من البحث عن الجمال، من أجل أن يخطبن، فالشباب يريدون الزوجة الجميلة، فتضيع الفتاة وقتها بكثرة التزين، كان من المفترض أن تقضي هذه الفتاة وقتها الضائع هذا في إعداد نفسها للزواج ولكن بطريقة أخرى غير طريق اتقان فنون الطبخ وشؤون الأسرة والمنزل وكيفية التعامل مع الزوج عن طريق الاستماع لنصائح أمها وكل نصيحة تفيدها كذلك الحرص على حفظ القرآن الكريم وقراءة الكتب النافعة لكي تستطيع انشاء أسرة قوية محصنة دينياً وأخلاقياً فهي مربية أجيال المستقبل ولكن ماذا تفعل هذه الفتاة التي رأت أن الرجال لا يهمهم إلا الجمال فسعت إليه بكل السبل، كثير من الأسر الزوجية تنقصها البركة وتسودها المشاكل لأن الزوج غالباً لم يبحث عن ذات الدين، فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال «فأظفر بذات الدين تربت يداك» كان توجيهاً سديداً منه لجميع رجالنا، وعدهم بالبركة إن هم حرصوا على الزواج بذات الدين وجعل ذلك «ظفراً» لهم، لهذا نفسر عدم وجود البركة في كثير من الزوجات وانتشار الطلاق وكثرة العنوسة بسبب البحث عن الزوجة الجميلة فقط.. فيا أيها الرجال الباحثون عن الجمال.. كفى!! فليست المرأة أداة لهو، ما هكذا تبنون أسركم وتشيدون مجتمعاتكم فبالأخلاق لا بالجمال تبنى الأسرة.. اللهم أصلح شبابنا ونساءنا إلى الدين القويم وأحفظهم من كل شر. وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين