يبدو أن هناك شريحة في مجتمعنا لا يرهبها او حتى يرعبها:(فعل) المرأة, بقدر ما يحشد الرعب والرهبة لديها:( صوت) المرأة.. لذلك فانهم ( لا يستطيبون) انتصابها بالرأي وبالمشاركة في صناعة المعادلة التي تحترم الحقيقة في واقع تطور كل مجتمع.. لذلك قال مفكر عربي:( لا حرية مع الخوف.. لا حرية الا لاعدائها)!! وفي فعاليات ( الحوار الوطني) بمكة المكرمة: شاركت المرأة السعودية بعقلها, وبثقافتها، وبعلاماتها التي تدق بها باب المستقبل.. مثلما هي مشاركتها: بحجابها, وبالتزامها التربوي والاجتماعي والاخلاقي.. وكانت من ابرز اصوات المشارِكات في الحوار: وكيلة قسم الادارة التربوية بجامعة الملك سعود/ د. هند بنت ماجد بن خثيلة، التي طالبت - بقوة - ان يكون محور اللقاء الثالث للحوار الوطني بالمدينة المنورة عن:( حقوق المرأة وواجباتها، لانها اكثر طرف متضرر), كما قالت.. واضافت في مقال لها بصحيفة (الجزيرة):( ولعل أكثر العلامات المميزة لهذا الحوار: كانت المرتبة التي ارتقت اليها مشاركة المرأة السعودية، والفرصة الكاملة التي اتيحت لها للتعبير عن ذاتها وشئونها وشجونها وكونها نصف المجتمع قيمة، وربما اكثر من ذلك عددا)!! *** * واذا كانت / د. هند بنت ماجد بن خثيلة: قد لفتت العقول الى مداخلاتها وافكارها التي شاركت بها في الحوار، وبرؤيتها لابعاد مستقبل الوطن/ رجلا وامرأة، وقد عرفها المتابعون للحوار بأنها: اكاديمية، تربوية: فلعل البعض - وربما الكثير - لم يعرف الجانب الآخر فيها، او الوجه الآخر للانسان في اعماقها.. وقد تمثل هذا الجانب والوجه في: ( شاعريتها) التي ترفض ان تبوح بها كثيراً، برغم ان ابداعها الشعري يستحق - بمضمونه وجمال صوره - ان تقدمه للقراء في ديوان شعر سيلقى بلا شك حفاوة من النقاد.. ولعلني استعير عبارة كاتب عربي مبدع وأدعها تتوحد مع ما ابدعته (د. هند) من شعر تبخل بنشره تواضعاً.. ونص العبارة:- اجمل الشعر.. لا ما تضاءلت صلته بالكلام العادي فحسب، بل ما اخترع لغته مستعيداً بها زمام الفعل.. بالسحر)!! *** اما كيف (اكتشفت) شاعريتها.. فيرجع ذلك الاكتشاف الى فترة عملي بصحيفة (الحياة), ثم مشاركتها قبل عدة اعوام في (معرض الكتاب) بالقاهرة.. فنشرتُ لها لوحات جميلة من شعرها في اول كلام عمودي آنذاك: (نقطة حوار) وتلقيت رسائل من قراء وقارئات عرب: اعجبوا بابداعها الشعري الذي وصفته: موصولاً بزمان انقى، وتدق فيه اجراس حزن الايام.. كما صورت في لوحتها الشعرية هذه: - قد كنت احسب في المسافات الضباب او ان ما بعد السراب.. هو: السراب لكنما طلع ونخل لا يدانيه السحاب لكنما قنديل زيت لا يجف مع العذاب لكنما الدنيا التي تمحو العتاب مع العتاب!! *** في هذا ( المدى) اينعت حدائق الشاعرة/ خطواً لرؤاها نحو مناهل ضوء، ومجذافا يغني لموج الحياة.. فرسمت هذه اللوحات الشعرية: شموع بوح، وحنين، وانين الغسق! إيماءة (هند الخثيلة) في صورها الشعرية: يحفها (وجد) لعلها تقترف به مسارها وهي توقع بحبر حنانها على جناح عصفور.. فتبدع لوحة اخرى من شعرها، تقول فيها: وتلثم نجمة الاحلام في اطياف عنواني بريق هوى، سيروي زهر بستاني خزامى الوجد.. ساق هواه وجداني تعانق لحظك الوسنان في شوق.. لوسنان! لكي ننسى معاً.. يوماً فيه عرفت نسياني!! *** يبارك التمني لديها: رمل له اهداب تليق بدمعة (انسانية) مختلطة ما بين الحزن والفرح. شاعرة (تتخفى)، ولكن.. لها قامة تشمخ بحزن انسان يتعطر بالنبل!!