تحدى الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) وزعيمها الروحي، الذي حضر صلاة الجمعة كالمعتاد في مسجد قرب مسقط رأسه في مدينة غزة، تهديدات نائب وزير الأمن الإسرائيلي ( زئيف بويم )، الذي أعلن أن الشيخ ياسين متهم بأنه أمر شخصيا بتنفيذ عملية ايريز، ليصبح بذلك «هدفاً للقتل».. وقال نائب وزير الأمن الإسرائيلي عليه ( ياسين ) أن يختبئ عميقا تحت الأرض، حيث لن يعرف فرقا بين ليل ونهار..وسوف نعثر عليه ونغتاله.. إلا أن الشيخ المقعد نفى أية علاقة مباشرة له بعملية معبر بيت حانون (ايريز) التي وقعت الأربعاء الماضي، والتي تبنتها حركتي حماس وفتح ونفذتها الأم الفلسطينية ( ريم الرياشي 21 عاما ) من كتائب القسام، حيث فجرت نفسها عند مدخل المعبر ما أسفر عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة عشرة آخرين. وسخر ياسين من التهديدات الإسرائيلية باغتياله، مؤكدا على أن الشهادة أغلى ما يريده المسلم.. قائلا: لقد حاولوا اغتيالي في السابق، أريد أن أقول لهم إننا لا نخاف من التهديد بالموت، إننا نريد أن نموت شهداء.. ودعا ياسين كوادر حركة حماس إلى مواصلة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعدم الاستسلام للضغوط.. وردا على أسئلة الإذاعة رفض الجنرال الإسرائيلي الاحتياطي ( عاموس جلعاد ) المستشار المقرب من وزير الأمن ( شاوول موفاز ) القول ما إذا كان الشيخ ياسين يشكل هدفا.. وقال يجب ألا نعلن أبدا مسبقا ما هي نوايانا، واصفا في الوقت نفسه الشيخ ياسين بأنه قائد أعلى للجريمة.. وأضاف الجنرال جلعاد: سنستخدم كل الوسائل اللازمة لمهاجمة الإرهاب.. وعزا أيضا الهدوء النسبي الذي ساد في نهاية العام الماضي إلى التصفية الجزئية لقيادة حماس.. وكان الشيخ ياسين، - الذي نجا من محاولة اغتيال في غارة شنتها مروحيات الاحتلال الإسرائيلي على منزل كان بداخلة في مدينة غزة، في السادس من أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، أدت إلى إصابته بجروح طفيفة في كتفه اليمنى- قال بعد وقوع العملية: إنها اول مرة تستخدم حماس مقاتلة وان هذا تطور جديد في المقاومة ضد العدو.. مضيفا: إننا نؤكد أن العمليات مستمرة و من يحدد توقيتها هو الجهاز العسكري لحماس، ومما قاله ياسين: على الرغم من أن استخدام النساء يعتبر استثنائياًَ، إلا ان حرب الجهاد المقدسة تلزم جميع المسلمين، رجالاً ونساءً.. ويثبت هذا أن المقاومة ستتواصل حتى يرحل العدو عن أرضنا ووطننا، محملا الاحتلال المسؤولية عن العملية.. ومؤكدا على أن المقاومة ضد العدو مستمرة طالما أن هناك احتلالا على الأرض الفلسطينية.. ونوه الشيخ المقعد إلى أن زمان ومكان العمليات تحدده كتائب القسام والأجنحة العسكرية للفصائل الأخرى، مؤكدا أن الفصائل مستعدة للتعاون لمقاومة الاحتلال.. حكومة إسرائيل تريد شماعة تغطي بها على فشلها الأمني.. سيدفع الإسرائيليون ثمن أي جريمة يرتكبونها وقال زعيم ومؤسس حماس: إن حكومة إسرائيل تريد شماعة تغطي بها على الفشل الأمني الموجود عندهم، مضيفا أن الإسرائيليين سيدفعون ثمن أي جريمة يرتكبونها.. وحول رسالته إلى الحكومة الإسرائيلية بعد التهديد بقتله قال ياسين لدى وصوله إلى مسجد المجمع الإسلامي القريب من منزله في حي الصبرة بمدينة غزة، لاداء صلاة الجمعة: أقول للحكومة الإسرائيلية إن على حكومة شارون أن تعلن فشلها تماما وأنها وعدت الإسرائيليين بالأمن والامان ولم تحقق شيئا، وها هي اليوم تفتش عن مبررات لبقائها هي فقط وعليها أن تنفك ( تستقيل )، لأنها فشلت.. وعن تأثير التهديدات الإسرائيلية وعودة إسرائيل لسياسة الاغتيالات على الجهود فيما يتعلق بالهدنة قال ياسين: اكرر الحديث انه لا مجال للحديث عن هدنة، نحن أعطينا هدنة في السابق وفشلت ولم يحترمها العدو.. وكانت حكومة الاحتلال خففت من عمليات الاغتيال الواسعة التي شنتها في صيف العام الماضي واستهدفت قادة حماس، وقصفت خلالها منازل وسيارات في غارات شنتها المروحيات الحربية الإسرائيلية على قطاع غزة وأسفرت عن استشهاد مسؤولين عسكريين وسياسيين كان أبرزهم الشهيد الدكتور إبراهيم المقادمة، و المهندس إسماعيل أبو شنب.. وكانت آخر محاولة اغتيال لمسؤول سياسي من حركة حماس قد وقعت في العاشر من أيلول/ سبتمبر الماضي، حين أصيب د.محمود الزهار السياسي في الحركة بجروح متوسطة في هجوم صاروخي استهدف منزله، واستشهد في الغارة نجله البكر خالد ومرافقه، وأصيبت زوجته وابنته المهندسة بجراح خطيرة.. وتحذر السلطة الفلسطينية إسرائيل من العودة إلى سياسة الاغتيالات، لأن ذلك سيعيد الأمور إلى نقطة الصفر..مطالبة الإدارة الأمريكية بضرورة التدخل العاجل لمنع تدهور الأمور في المنطقة.. حماس تجود بقادتها وأبناء قادتها ولا تجود بشبر واحد من فلسطين.. وعلى صعيد متصل حذر بيان صادر عن حركة حماس تلقت «الجزيرة» نسخة منه، ردا على تهديد المسؤولين الإسرائيليين بقتل الشيخ ياسين، بأن مجرد محاولة جديدة لاغتيال الشيخ أحمد ياسين، وإن منيت كسابقتها بالفشل، فإنهم سيدفعون ثمن جريمتهم ما يرونه غداً لا ما يسمعونه.. وقال البيان: إذا أراد القتلة من هذه التهديدات وقف مقاومة حماس للاحتلال فهم واهمون، لأن حماس تجود بقادتها وأبناء قادتها ولا تجود بشبر واحد من فلسطين، كما أن قادة حماس ليسوا أقل طلبا للشهادة من شهيدة القسام «ريم الرياشي».. وأكد بيان حركة حماس ان الذي يستحق القتل هم قادة العصابات الصهيونية الذين اغتصبوا فلسطين عام 1948، فقتلوا أبناء الشعب الفلسطيني وشردوهم في منافي الأرض، لا لشيء إلا لأنهم مسلمون، وأن الذي يستحق القتل هم قادة الإرهاب في العالم، من أمثال شارون وموفاز وأشباههما من القتلة الذين يقفون من وراء الممارسات الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني، والمتمثلة بتعمد قتل أطفال ونساء وشيوخ المسلمين، وتدمير المدن والقرى، وهدم البيوت والمنازل، وتجريف الأراضي الزراعية، وغير ذلك من الممارسات الوحشية.. ودعت حماس في بيانها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية للتصدي لهذه الحملات الإرهابية الصهيونية والتعبير عن تضامنهم مع حركة حماس التي تتصدى اليوم بكل قوة لهؤلاء القتلة من الصهاينة دفاعا عن أرض المسلمين ومقدساتهم.. وأكدت الحركة أن السلام في فلسطين لن يكون على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، ولن يكون على حساب مقدسات المسلمين وأرضهم، وعلى الغاصبين القتلة من الصهاينة أن يعودوا من حيث أتوا..وعاهدت حماس في ختام بيانها الأمة على مواصلة الجهاد والاستشهاد حتى تحرير أرض المسلمين من قبضة الصهاينة الغزاة، وحتى توفر الأمن للشعب الفلسطيني، وحتى يعود آخر لاجئ فلسطيني إلى وطنه، وحتى يطهر المسجد الأقصى من دنس الصهاينة.. مسيرة حاشدة نظمتها حركة حماس تنديداً واستنكاراً للتهديدات الإسرائيلية بحق ياسين.. هذا وجابت مسيرة حاشدة نظمتها حركة حماس في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة، تنديداً واستنكاراً للتهديدات الإسرائيلية بحق الشيخ ياسين.. وشارك في المسيرة الحاشدة المئات من أنصار الحركة، وعدد من قيادييها، وعشرات المسلحين والملثمين الذين أطلقوا طلقات من أسلحتهم الرشاشة في الهواء تعبيراً عن سخطهم إزاء التهديدات الإسرائيلية بحق الشيخ ياسين.. وألقيت خلال المسيرة الغاضبة العديد من الكلمات التي أكدت على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة حتى كنس الاحتلال، وزواله عن كافة الأراضي الفلسطينية، والتي حذرت من مغبة المساس بالشيخ ياسين أو أي من قياديي أو عناصر الحركة.. كما جرت مسيرات مماثلة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفي مناطق مختلفة من القطاع.. وفي هذا السياق قال بيان صادر عن كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس: تمكن مقاومون من كتائب القسام من تفجير عبوة جانبية موجهة باتجاه دورية راجلة على طريق ( كارني نتساريم ) وسط قطاع غزة، وذلك في تمام الساعة30:9 من صباح يوم الجمعة الموافق 16/1/2004م، وقد أصابت العبوة الهدف إصابة مباشرة، وقد عاد المجاهدون إلى قواعدهم بسلام - حسب بيان القسام.