باغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس "حركة المقاومة الاسلامية" وزعيمها الروحي في مدينة غزة فجر أمس، تكون الدولة العبرية رفعت سقف المواجهة مع الفلسطينيين الى أعلى مستوى حتى الآن. ويعتبر الشيخ ياسين ثالث قائد وزعيم فلسطيني رفيع المستوى تغتاله اسرائيل خلال الأعوام العشرة الأخيرة. فبعد اغتيال الامين العام ل"حركة الجهاد الاسلامي" الدكتور فتحي الشقاقي في 26 تشرين الأول اكتوبر 1995 في جزيرة مالطا، اغتالت طائرات "اباتشي" الاميركية الصنع الأمين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ابو علي مصطفى في مكتبه في مدينة رام الله في 27 آب اغسطس 2001. وإذا كانت الجبهة الشعبية ردت على اغتيال أمينها العام باغتيال وزير السياحة الاسرائيلي اليميني المتطرف رحبعام زئيفي في 18 تشرين الأول 2001، أي بعد نحو شهرين على اغتيال مصطفى، فإن ملثماً من "كتائب القسام" توعد بالرد على جريمة اغتيال الشيخ ياسين خلال 40 ساعة. وقوبلت جريمة اغتيال الشيخ ياسين بإستنكار واسع وسط القوى الوطنية والاسلامية، خصوصاً الأجنحة المسلحة التي توعدت اسرائيل برد يكون على مستوى جريمة اغتيال زعيم بحجم ومكانة الشيخ ياسين الذي يتمتع بشعبية كاسحة في الشارع الفلسطيني، وفي صفوف حركة "حماس". وأكدت "كتائب القسام" التابعة ل"حماس" في بيان أمس، أن "الرد على اغتيال الشيخ ياسين لن يكون على مستوى كل فصائل الشعب الفلسطيني المجاهدة فحسب، بل ان المسلمين في العالم الاسلامي اجمع سيكون لهم شرف المشاركة في الرد على هذه الجريمة". وأوضحت ان "ردنا هو ما سيراه الصهاينة قريباً، لا ما يسمعونه، باذن الله". وشددت على ان "من أصدر قرارا باغتيال الشيخ ياسين انما أصدر قرارا بقتل مئات الصهاينة"، في اشارة الى عمليات استشهادية محتملة تستهدف اليهود في اسرائيل والأراضي الفلسطينية. واعتبرت أن "الصهاينة لم يقدموا على فعلتهم هذه من دون أخذ موافقة الادارة الأميركية الارهابية، وعليها ان تتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة". وفي رد فعل أولي على اغتيال الشيخ ياسين، قصفت كتائب القسام عدداً من المستوطنات اليهودية في القطاع، وأخرى على حدوده. ونعت الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية ولجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية والمؤسسات والهيئات والفعاليات الشيخ ياسين. ودعت "كتائب شهداء الأقصى" الذراع العسكرية لحركة "فتح" "جميع الشعب الفلسطيني وفصائل العمل الوطني والاسلامي وطلائعه المجاهدة باعلان الحرب على الشعب الصهيوني بلا هوادة باذن الله... الآلاف من الاسرائيليين مقابل دماء الشيخ احمد ياسين وعلى رأسهم النازي شارون ووزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز". وعاهدت الكتائب "شعبنا الفلسطيني البطل على الانتقام من القتلة الارهابيين النازيين". بدورها، أكدت "كتائب الشهيد ابو علي مصطفى" الذراع العسكرية ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ان "هذه الجريمة النكراء لن تمر من دون عقاب بمستوى الجريمة التي تجاوزت كل الخطوط الحمر". ودعت "كتائب المقاومة الوطنية" الذراع العسكرية ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" كل مجموعاتها الى "اعلان التعبئة العامة وأقصى درجات الاستنفار وضرب كل هدف اسرائيلي في أي مكان للرد على جريمة اغتيال الشيخ القائد المجاهد احمد ياسين".