توعد الزعيم الروحي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ احمد ياسين اسرائيل بتلقينها "درسا لن تنساه" اثر المحاولة الفاشلة لاغتياله اول من امس اثناء قصف جوي في غزة، فيما نفت "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية ل"حماس" امس ما تداولته وسائل الاعلام من ان الحركة هددت باغتيال رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون. وقال الشيخ ياسين اثناء مسيرة تأييد له ضمت طلابا من الجامعة الاسلامية يقدر عددهم بنحو الف امام منزله جاءت للتهنئة بنجاته من محاولة الاغتيال: "لا يمكن ان نستسلم للاحتلال وسنلقن العدو درسا لن ينساه ابداً وسيدفع ثمنا باهظا"، مشيرا الى ان الرد على محاولة اغتياله من اختصاص الجناح العسكري للحركة. وقال: "الكتائب تقرر اين ومتى وكيف. وهذا مرهون للجناح العسكري". في غضون ذلك، نفت "كتائب القسام" في بيان امس تلقت "الحياة" نسخة منه ان تكون توعدت باغتيال شارون، مشيرة الى ان "أيا من القيادات السياسية او العسكرية للحركة لم تدع الى ذلك في أي من بياناتها". واكدت ان "كل صهيوني يغتصب فلسطين هو هدف لكتائب الشهيد عز الدين القسام، ولم نحدد شخصا بعينه ونترك ذلك لتقديرات مجاهدينا ومدى قدرتهم على الوصول الى اهدافهم". وكانت "كتائب القسام" اصدرت في ساعة متقدمة من ليل السبت - الاحد بيانا في شأن المحاولة الاسرائيلية الفاشلة لاغتيال الشيخ ياسين دعت فيه خلاياها كافة "لاعلان حال الاستنفار القصوى والتخطيط المميز والمنظم لضرب العدو في كل مكان وبكل الوسائل المتاحة". وتوعدت بان "ردنا سيكون من نوع اخر ... لم تعهده اسرائيل من قبل". وحملت "الادارة الاميركية المجرمة وعلى رأسها الارهابي الرئيس جورج بوش مسؤولية الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بما تقدمه له من دعم واسناد". "غطاء اوروبي" لمحاولة الاغتيال وردا على وضع الاتحاد الاوروبي الجناح السياسي للحركة على قائمة "الارهاب" الاوروبية رضوخا لمطلب اميركي واسرائيلي، قالت "كتائب القسام": "نقول لحكومات العالم ان حماس حركة تحرر ولم تمارس يوماً ارهاباً ضد احد وانما تقاوم احتلالا اغتصب ارضنا وشرد شعبنا وقتل شبابنا وشيوخنا واطفالنا ودمر بيوتنا واقتلع اشجارنا ومارس كل جرائمه في حقنا، فقمنا بالرد على جرائمه... فهل تسمون هذا ارهابا؟". واضافت: "نستهجن الموقف الاخير للاتحاد الاوروبي الذي وفر غطاءً لهذه الجريمة البشعة محاولة اغتيال ياسين واعطى الصهاينة مزيدا من الضوء الاخضر للاستفراد بشعبنا وقضيتنا". الى ذلك، توالت ردود الفعل على محاولة اغتيال الشيخ ياسين، وهنأ الرئيس ياسر عرفات الشيخ ياسين واسماعيل هنية بنجاتهما من محاولة الاغتيال الفاشلة. واعتبر الامين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" احمد سعدات من سجنه الفلسطيني في اريحا ان هذه "المحاولة الاجرامية تدل على درجة الغطرسة العنصرية والاستهتار بشعبنا وقيادته، بل وبمجمل التكوين الوطني والاسلامي السياسي". ودانت حركة "فتح" "الجريمة الاسرائيلية النكراء"، ورأت في بيان ان "هذه الجريمة الجبانة مؤشر الى بداية مرحلة خطيرة من التصعيد العسكري والعدوان الغاشم ضد ابناء شعبنا بهدف ادخال المنطقة في اتون الحرب الشاملة". واعتبرت حركة "الجهاد الإسلامي" ان إسرائيل بمحاولة اغتيال ياسين وهنية "اخترقت كل الخطوط الحمر في الصراع" مع الشعب الفلسطيني مستفيدة من الضوء الأخضر الذي منحته اياه الولاياتالمتحدة. واعتبر احد قياديي الحركة الدكتور محمد الهندي التصعيد "نقلة في الصراع". وطالبت لجان المقاومة الشعبية في بيان لها "برد عربي شعبي ورسمي"، كما دعت السلطة الى ان "تكون حاضرة مع الحدث والا تغيب في لجة الخلاف الذي يريده لنا العدو"، في اشارة الى الخلافات بين مؤسستي الرئاسة ورئاسة الوزراء. ورأت لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية ان "الرد على هذه الجريمة وحرب الابادة الاسرائيلية يجب ان يكون بوحدة الصف الفلسطيني ونبذ الخلافات الجانبية وانهاء الصراع المدمر في قيادة السلطة والتوجه الى تشكيل قيادة وطنية موحدة تضم الجميع وباستراتيجية وطنية موحدة".