بدأت في واشنطن امس الجمعة سلسلة لقاءات بين السفير بول بريمرالحاكم المدني الأمريكي بالعراق وكبار مسئولي الا دارة الأمريكية قبل يومين من تحول الأضواء إلى نيويورك حيث يعقد المسئولون الأمريكيون أول مشاورات عالية المستوى مع مسئولي الأممالمتحدة لتحديد المستقبل السياسي للعراق ونقل السيادة للعراقيين بمشاركة وفد من مجلس الحكم الانتقالي العراقي. والتقى بريمر مع الرئيس جورج بوش وكبار مساعديه في البيت الأبيض في اطار سعي الادارة الأمريكية للتعامل مع المشاكل التي ظهرت مؤخراً فيما يتعلق بالمستقبل السياسي للعراق خاصة المطالب المتزايدة للأكراد بالحصول على حكم ذاتي أو شبه دولة في ظل نظام فيدرالي واعتراض الشيعة على خطة واشنطن لعقد مؤتمرات انتخابية بدلا من انتخابات مباشرة لتحديد أعضاء البرلمان والحكومة العراقية. وقال ريتشارد باوتشرالمتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن محادثات بريمرالذى يصل إلى واشنطن اليوم ستركز على نقل السلطة السياسية للعراقيين. وأشار باوتشر إلى أن بريمر سوف يشارك في رئاسة الوفد الأمريكي جنبا إلى جنب مع المندوب الأمريكي لدى الأممالمتحدة جون نجروبونتي خلال لقاء (الاثنين) مع كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة ووفد من مجلس الحكم العراقي المعين أمريكياً لبحث المستقبل السياسي بالعراق. وتأتي محادثات واشنطن تمهيدا للقاء نيويورك حيث تسعى الادارةالأمريكية إلى تحديد موقفها من مطالب الشيعة والأكراد وسط مخاوف الدول المجاورة للعراق من أن يؤدي حصول الأكراد على حكم ذاتي كامل في الشمال أو فيما يسمى بكردستان إلى تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات. ويخشى الأمريكيون من أن تسفر الانتخابات المباشرة عن سيطرة كاملة للشيعة.. أو أن يؤدي رفض مطالب الشيعة إلى تحولهم ضد قوات الاحتلال الأمريكية ووقوفهم مع السنة في مربع واحد ضد الجميع. كما يشارك في لقاء نيويورك جيريمى جرينستوك مندوب بريطانياالسابق في الأممالمتحدة والذي يعد حاليا بمثابة المندوب السامي البريطاني في الأراضي العراقية مع نظيره الأمريكي بريمر. وقد تجنب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مساء الخميس التعليق المباشرعلى تعليقات السيستاني بأن تجاهل المطالب بالانتخابات المباشرة قد يدفع الشيعة إلى سحب اعترافهم بشرعية مجلس الحكم.. وتخشى واشنطن من أن أي حكومة عراقية لن يكون لها صفة شرعية دون تأييد الشيعة. وتأمل الادارة الأمريكية أن تقنع الأممالمتحدة من خلال لقاء(الاثنين) المقبل بين أنان ومجلس الحكم والوفد الأمريكي قادة الشيعة بأنه توجد صعوبة حقيقية لاجراء انتخابات مباشرة بالعراق نظرا لأن ذلك يستغرق وقتا طويلا لتسجيل الناخبين العراقيين ومعرفة من يحملون الجنسية العراقية وتوفير الأمن الكافي لضمان عملية انتخابية تتسم بالشفافية والنزاهة.. كما تأمل واشنطن في إقناع الأممالمتحدة بإعادة فرقها للعمل في العراق. وكانت المنظمة الدولية قد سحبت موظفيها الأجانب من العراق عقب الهجوم العنيف الذي تعرض له مقرها في بغداد مما أسفر عن مقتل سرجيودي ميللو المبعوث الشخصي لأنان في العراق ومصرع وإصابة العشرات من الموظفين الدوليين في أول حادث من نوعه تتعرض له الأممالمتحدة. وقد شهدت الفترة الأخيرة محادثات هاتفية شبه يومية بين وزير الخارجية الأمريكي كولين باول وأنان حاول فيها الأول اقناع الأخير بالعودة إلى العراق مع توفير الاحتياطات الأمنية للفرق الدولية والانسانية بالاضافة إلى حث الأممالمتحدة على لعب دور في عمليةنقل السلطة للعراقيين. وترى واشنطن أن وجود الأممالمتحدةبالعراق يؤدي إلى تحقيق عدة أهداف على رأسها التغطية على صورة الولاياتالمتحدة كسلطة احتلال واعطاء مصداقية لعملية نقل السلطة والتخفيف من حدة اعتراضات بعض الطوائف العراقية على خطة 15 نوفمبر لنقل السلطة للعراقيين.