كل يوم أفاجأ بكارثة عن أخطاء الأطباء التي ينجم عنها وفاة أحد المرضى أو إصابته بعاهة دائمة أو غيرها من المصائب التي تحل به.. وآخر ما قرأته في إحدى صحفنا المحلية وفاة الطفلة مريم التي نقلت إلى إحدى المستشفيات الكبرى.. فما كان من الطبيب إلا أن أبلغ والدها: (دلع بنات). وعادت الطفلة الصغيرة وهي تكابد المرض.. والأوجاع تستشري في جسدها الصغير.. وصراخها وألمها جعل والديها يعيدانها في منتصف الليل إلى المستشفى.. فقال أحد المناوبين: إن حالتها سيئة للغاية وتتطلب إجراء عملية فورية.. وخضع الوالدان المغلوبان على أمرهما لطلب الطبيب وأجريت العملية الجراحية..! ولكن ماذا حدث؟ مع أول خيوط الصباح جاء نبأ وفاة مريم، ووقع الخبر على والديها كالصاعقة! ماتت مريم ذات الاثني عشر ربيعاً.. وتماسك الوالدان لأنهما مؤمنان، ورضيا بقضاء الله وقدره.. اللهم لا اعتراض على حكمتك.! وأتوقف عند نقطة مهمة جداً.. مَن المسؤول والمحاسب في التسيب الذي يحدث..؟! ولعلي ألقي باللوم على الطبيب المناوب الذي نظر للأمر بعين الاستهتار والاستهزاء ولم يعره أي اهتمام.! قضية مريم ليست الأولى من نوعها بل إحدى آلاف القضايا والضحايا التي نسمع عنها كل يوم.! ولا زالت سلسلة أخطاء الأطباء التي لا يدفنها التراب تتكرر كل يوم عشرات بل مئات المرات. وإنني أؤكد أن هذا الطبيب الذي أقسم قبل تخرجه على حمل تلك الأمانة الثقيلة التي تبرأت منها الجبال والأرض وحملها الإنسان وكان ظلوماً جهولاً أن الطب رسالة إنسانية.. ولكن القلة من يدرك ذلك، والآن أصبحت في زماننا هذا تغلب عليها سمة المصلحة الخاصة..! ولعل الكثيرين تناسوا شأن هذه المهنة الإنسانية العظيمة، التي شوهوا سيماتها بأعمالهم التي لا يدفنها التراب.! لا أعلم لماذا لا يحاكم الطبيب المخطئ ويلقى جزاءه نظير ما تقترفه يداه من إزهاق أرواح الناس الذين يذهبون ضحية إهماله وتسيبه؟! إنني أناشد وزارة الصحة وكل مسؤول فيها ألا تأخذهم رأفة في كل من يعبث بأرواح الأبرياء وأن يجد العقاب الصارم.! مرفأ: حين يعتاد الفرد على الخطأ يتحول إلى سلوك في حياته.. فمتى نستيقظ ونشعر بوخز الضمير ونصحح ما بددناه؟!