بعد سقوط بغداد واختفاء صدام حسين وتوالي سقوط رؤوس النظام السابقين واعتقاله مؤخراً في نهاية مهينة أمام العالم تذكرت قوله تعالى: {وّتٌلًكّ الأّيَّامٍ نٍدّاوٌلٍهّا بّيًنّ النّاسٌ} كما مثلت امام ناظري تلك القصيدة لوزير الثقافة الأردني السابق الشاعر حيدر محمود التي ألقاها أمام الرئيس العراقي في أيام خوال واسماها «المنازلة» والتي يقول مطلعها: اطلق لها السيف لاخوف ولا وجل اطلق لها السيف وليشهد لها زحل فقلت رداً على قصيدة الشاعر الوزير وإهداء لأهل الرافدين هذه الابيات: قَدْ أَطلَقَ السَّيْفَ لَكِنْ عَاقَهُ الوَجَلُ وَبَاتَ غَيْبَاً وَلَمْ يشهدْ لَهَا زُحلُ مَضَى وَيمضِي تباعاً في معيّتهِ إلى شفيرٍ يرى في قاعه الأجلُ عِشْرُونَ يوماً يُراعِيْنَا وَنرقبهُ عين بها الشؤم والأخرى بها الأملُ دارُ الديار وقد بيعت بمفترقٍ وحل في ساكنيها الموعدُ العجلُ أضحت مداس خسيس كل ناحيةٍ وتاه في مهمه الايام مرتحلُ ونكست راية التوحيد في بلدٍ كان الرشيد لها ظل ومقتبلُ ما كان هذا يرى أو ذاك في خلدٍ يدور والعين تفضي ماؤها هَطِلُ ليفدح الأمر فالدنيا مغالبة وليس يوجد في أقدارها بدلُ ان الحواسمَ تمضي حين يرفَعُهَا في موقع النقع ذاك الناهضُ البطلُ يا حاكمين قيود الذل مهزلةً أما لكم في جيوش المعتدي قِبَلُ؟ قد «أخرستكم» نفوس جوفها نجسٌ نجاسة الكفر يعلو هامها هبلُ لو كان من قلة الأعداد ما وهنت في الرافدين قرى أوصابها وجلُ يا ابن العراق وكم تستاء من جللٍ والعين دمع لها جادت به هطلُ أنت الظنين لأوهام تهيم بها ومالكم ناقةٌ فيها ولا جملُ تسري تنافح في عز وفي شرف عن موطن فيه أخلاق الدُّنى حللٌ صار الغريب يفرق كي يسود به وذاك أمر عظيم خطبه جللُ رجع الصدى لصريخ الأمس معتصمٌ واليوم يحجم عنك الخائن النذلُ عز المساندُ من عرب ومن عجمٍ سوى النعيق بما تهذي به الهملُ من كان يدري تأسى قبل فعلته بما تنادي به السادات والأولُ إنا إلى غاية يرنو لها نزِق في ظلمة الليل ننآها وننتفلُ من صدق عاطفة الأزجال أطلقها تلك اللحون نديات وأرتجلُ للقامعين شعوباً لا ذنوب لها سوى الليالي رديء حظها خجلُ أقول دعهم ففي الأيام معترك والفلك يجري وفي أزمانه دولُ