في مثل هذا اليوم من عام 1958 قامت مغنية الأوبرا السوبرانو الشهيرة ماريا كالاس بإلغاء عرض أوبرالي بعد المشهد الأول من مسرحية «نورما» للمخرج بيلليني، مدعية المرض، وكان الرئيس الإيطالي وصفوة المجتمع الإيطالي من بين الحضور، مما أدى إلى توجيه انتقادات حادة ولاذعة إلى كالاس المعروفة بمزاجها العصبي، وقد اشتهرت كالاس بإلغاء الحفلات، وكان ذلك من ضمن الحركات المعروفة لتلك المغنية الأمريكية اليونانية الأصل، التي حفلت حياتها بالكثير من الدراما كما كانت تحفل مسرحياتها. وقد ولدت كالاس بمدينة نيويورك عام 1923 لأب مهاجر يوناني، وقد كشفت كالاس عن موهبتها الغنائية في سن مبكرة، وعندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها سافرت إلى أثينا لتدرس على يد السوبرانو الشهير إلفيرا دي هيدالجو، وكان أكبر دور أوبرالي لها في عام 1947، عندما ظهرت في أوبرا الجيوكندا في فيرونا، وقد عرف عنها صوتها الأوبرالي القوي مما رشحها لتتقلد الأدوار الغنائية المنوعة الصعبة، وسرعان ما ظهرت في دور الأوبرا في جميع أنحاء العالم، وقد أعادت موهبتها إحياء الأعمال الأوبرالية القديمة للقرن التاسع عشر على يد بيلليني وعظماء الأوبرا الآخرين الذين لم يستطع أحد تكرار أعمالهم منذ عقود، وفي عام 1954 كان العرض الأول لأوبرا ديفاين كالاس بولاية شيكاغو الأمريكية، ولكن تحت اسم «نورما»،وهو اسم الشخصية الرئيسية التي كانت تلعبها كالاس، وظلت تؤدي وتكرر عرضها لفترة طويلة أمام جمهور غفير بأوبرا متروبوليتان بمدينة نيويورك. وقد تابعت الصحافة حياة كالاس الشخصية العاصفة عن قرب وقامت بتضخيم أحداثها، مثل امتناعها عن أداء بعض الأدوار ونزاعاتها مع منافسيها، وقد طلقت زوجها الذي عاشت معه سنوات عديدة، وقد ابتعدت كالاس عن الأضواء سريعا وخفتت شهرتها في السبعينيات، وماتت عام 1977 وهي في الثالثة والخمسين من العمر.