أموال الزوجة ومدخراتها هل هي نقمة على حياتها الزوجية؟ وهل تدفع هذه الأموال الرجل الى الاعتقاد بان الزوجة بأموالها الكثيرة تصبح في مركز قوي وتستطيع الاستقلال عنه مادياً، ولكن كيف تكون أموال الزوجة ومدخراتها سبيلا للسعادة الزوجية وليس العكس، وكيف يطمئن الزوج ويودع القلق من هذه الأموال؟في البداية تقول أمل الدهيم ادارية بجامعة الملك سعود ان العائد المادي على أي شخص في العالم لا يكون نقمة عليه إلا إذا لم يحسن استعماله والتصرف به، وبرأيي ان المرأة حينما تعمل لا يكون لمجرد المردود المادي بل للشعور بقيمتها وكيانها لأن أساليب الترفيه في هذا العصر جعلت هناك وقت فراغ تجد الكثيرات انفسهن بلا شيء يشغلهن.ورغم ذلك أرى ان المرأة لها الحق الكامل في التصرف بأموالها رغم ان الكثير من الأزواج يرى غير ذلك فتتحول الحياة الزوجية الى كابوس, ونلاحظ هذه الأيام ان بعض الشباب عندما يقدم على الزواج يشترط وبكل تبجح ان تكون الزوجة مدرسة.وبعض الأزواج ينتظر الى ما بعد الزواج ليتحجج بقلة ذات اليد وأنه ملزم بالضروريات فقط ويرفع يده عن مصاريف البيت.وهل يعتقد الزوج بان أموال زوجته تجعلها في مركز قوي؟قالت أمل اعتقد ان هناك بعض الرجال يعتقد فعلا بأن أموال زوجته تجعلها في مركز أقوى وتستطيع الاستقلال عنه ماديا مما يجعل الهوة تتسع بينهما من الناحية النفسية.ولكي يطمئن الزوج ويودع القلق والكلام موصول لأمل يجب ان يقنع نفسه بان أموالها من حقها هي فقط وتتصرف بها كما تشاء وشرعا هو الملزم بالنفقة وما تقدمه له من مساعدة هو تعبير عن المحبة والعون, فكل امرأة اذا كانت مقتدرة ولها طلبات تثقل كاهل الزوج تساهم بشكل مباشر او غير مباشر في دفع هذه التكاليف.سبب للطلاقوترى الدكتورة/ سامية كردي من قسم الصحة الوقائية بوزارة الصحة ان أموال الزوجة نعمة من الله لأنها تستطيع بأموالها تحقيق رغباتها التي قد لا يستطيع الزوج تلبيتها بسبب مطالب الحياة الكثيرة, وإذا تعاونت الزوجة مع زوجها في مصروفات المنزل واحتياجات الأسرة الكثيرة ويكون باتفاق وتفاهم بين الطرفين.وتضيف: ولكن مال الزوجة قد يكون نقمة نعم وذلك بسبب طمع بعض الأزواج في أخذ الراتب كاملا من الزوجة، ويعطيها الشيء القليل لتصرف منه على نفسها, او ان يعتمد على مالها في جميع مصروفات المنزل ويدخر ماله ليصرف به على نفسه وهذا بالفعل حاصل من بعض الأزواج وقد يهينها ويضربها إذا لم تستجب له مما يجعل المرأة تكره مالها وتعتبره سببا في تعاستها الزوجية, وقد يكون المال نقمة على الزوجة اذا تعالت بمالها وأشعرت زوجها بأن لها فضلا عليه في انفاقها على بيتها مما يثير المشاكل الزوجية, اما اخطر الحالات التي نسمع عنها وهي اعتداد المرأة بنفسها ومالها وتشعر أنها بمالها تستطيع الاستغناء عن زوجها فتطلب الطلاق لأتفه الأسباب.تغير المفاهيموتقول الاخصائية الاجتماعية هدى السميط ان قلق الزوج يأتي نتيجة تغير المفاهيم حيث لم يعد لديه الرغبة في الانفاق والزوجة تعيش في ظل ان الزوج هو المسؤول عن الانفاق بعيدا عن مدخراتها، وتخليه عن هذه المسؤولية يجعلها تنظر إليه نظرة دونية خاصة اذا كان قادرا، والذي يزيد من قلق الزوج انه عندما يرى زوجته لديها مدخرات فيعمل على سلبها قوتها المادية حتى لا تستغني عنه، وعن انفاقه بمدخراتها وهذا من شأنه ان يسبب كثيرا من المشكلات الأسرية لأن الزوج يصدر هذه التصرفات من اللا وعي ويتمثل سلب القوة في توجيه الاهانات اليها وانتقادها الدائم وتصيد أخطائها ولا يشعرها بالزهو في حين لو اشعرها بكل هذا فسوف يمتلكها.خلل داخل الأسرةالاستاذة/ سهام الصويان استاذة علم نفس من جانبها تشير الى ان الدين الإسلامي جعل القوامة للزوج من الانفاق وفي شتى الأمور الحياتية، وذلك من شأنه ان يحدث توازنا داخل كيان الأسرة, أما اذا كانت الزوجة تملك مدخرات وأموالا اكثر من الرجل فسينتج عن ذلك خلل يؤثر على علاقة الزوجين اذ يشعر الرجل انه أقل شأنا من المرأة وتصبح هذه الأموال مصدر قلق لديه، وقد يحدث العكس، فالأموال الخاصة بالزوج كثيرا ما تثير قلق الزوجة خاصة اذا لم تملك دخلا ثابتا او مدخرات او عقارات فينتابها قلق دائم وخوف ان تدفع هذه الأموال الزوج الى الاقتران بأخرى او ينفقها في غير موضعها الصحيح.ضعف الزوجةوتستطرد: ان لبعض الرجال أساليب عديدة في ابتزاز أموال المرأة، وهي أساليب تنم عن أنانية وحب للنفس ومنها على سبيل المثال ان يتجاهل مسؤولية الانفاق ويتركها كاملة للمرأة بحجة انه سيعطيها لاحقا ما انفقته وفي ذلك تعد كبير على حقوقها، ان بعض الأزواج يستمتعون بضعف الزوجة ففي ذلك ارضاء كبير لغرور الرجل وكلما كانت الزوجة في حاجة لأمواله شعر بأهميته وبأنه المسؤول الأول داخل الأسرة.