تشعر أمل البلوي بسعادة غامرة حين يستلم زوجها معاشه التقاعدي، الذي لا يتجاوز الأربعة آلاف ريال، والذي يخصص جزءا منه كمصروف شهري لها، على الرغم من كونها امرأة عاملة، وتتقاضى أضعاف ما يتقاضاه من مرتب. تعلق البلوي على هذه النقطة بقولها "ما يخصصه زوجي لي من مصروف من مرتبه الخاص، يعطيني إحساسا لا يوصف، إذ يشعرني بأنه مسؤول عني مهما زاد مرتبي، ومهما قل المصروف الذي يخصصه لي". وفي الوقت الذي تنعم فيه البلوي بمصروف خاص، وتعتبر أن مصروف الزوجة نوع من أنواع العاطفة، حتى مع عدم الحاجة، يحرم منه كثير من الزوجات، ومنهن "غادة، ع" التي ترى أن المصروف مهم، ويعطي انطباعا عن كرم الزوج، وهو الذي لا تجده من زوجها، وتقول "على الرغم من قدرة زوجي المادية، إلا أنه يبخل علينا بأبسط المقومات، فما بالك بمبلغ يستقطعه من راتبه، فعندما أطلب منه بعض المال حين ذهابي إلى أهلي يردد على مسامعي عبارته الشهيرة "مو ناقصك شي"، ودائما ما أشعر بالنقص حيال ذلك. أما خلود الزهراني فتعتبر أن من حقها أن يكون لها مصروف ثابت شهريا مستقطع من راتب زوجها على ما تقوم به من واجبات في بيتها، من رعاية لأطفالها، وعناية بزوجها وبيتها، وما تقوم به من طبخ، وغسيل، وكي دون أن يساعدها أحد، كأي موظفة عاملة تتقاضى راتبا مقابل العمل. وتؤكد الزهراني أنه من حقها أن تكون لها نفقتها الخاصة، ولكن في حدود إمكانات الزوج، وتضيف قائلة "زوجي مقتدر ماليا، وقد خصص لي مبلغا من المال كمصروف شخصي لي، بشرط أن أتحمل كافة احتياجاتي دون الرجوع إليه قبل نهاية كل شهر"، مشيرة إلى أهمية المصروف الشهري للزوجة غير العاملة. وتقول نسرين يحيى "في البداية كان زوجي يرفض فكرة المصروف الثابت لي، وكانت تحدث بعض المشكلات بسبب ذلك، ولكن الآن أصبحت آخذ منه باستمرار دون أن يخصص لي مبلغا معينا، وذلك أفضل في نظري من تحديد المصروف الذي قد ينقضي الشهر دون أن يفي بمتطلباتي". من جهته يرى مدرب التنمية البشرية والمهارات الحياتية عبدالكريم المالكي أن يكون للمنزل مصروف ثابت، وأن يكون في يد المرأة تدخر منه، أو تصرفه كما يحلو لها، شريطة ألا ينقص من متطلبات المنزل شيئا، وليس له علاقة بمصروفها الشخصي. ويضيف المالكي "إن كانت الزوجة موظفة فمالها لها، وليست ملزمة في صرفه، والرجل يلزمه الصرف عليها بقدر معين، ولها أن تزيد عليه من مالها، إن لم يكفها مصروف زوجها، وفي حالة كونها غير موظفة فقد كفل لها الشارع هذا الحق في حدود المعقول".