لليوم الرابع على التوالي، لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تحول عدة مبان متعددة الطبقات في مدينة نابلس المحتلة إلى ثكنات عسكرية. وقال المواطنون هناك في اتصالات هاتفية مع الجزيرة: تجوب القوات الاسرائيلية المدينة متنكرة بثياب مدنية خلال حملتها الأخيرة المعروفة بالمياه الراكدة في المدينة التي تحولت منازلها إلى ساحة حرب حقيقية، بعد أن أصبح جنود الاحتلال يتنقلون من منزل إلى منزل بفتح ثغرات في الجدران المتلاصقة، لكي يتلاشوا ضربات المقاومة الفلسطينية..وأكدت مصادر في مدينة نابلس المعروفة بمدينة «جبل النار»: أن قوات الاحتلال تحاول إخضاع المدينة لحظر التجول. وقال الأهالي هناك ل «الجزيرة»: إن الجنود الإسرائيليين ارتدوا بزّات شبيهة ببزّات الصحفيين، وبزّات أخرى مشابهة لما يرتديه أعضاء المنظمات الإنسانية والصحفية والمتطوعين الأجانب في منطقة باب الساحة في البلدة القديمة، وفي وسط المدينة أيضا، بهدف التمويه على المقاومين، والوصول إلى المطلوبين الذين ما تزال القوات الاسرائيلية عاجزة عن اعتقال أي منهم في يوم الحملة الشامل الرابع التي بدأت بيوم الجمعة الماضي. وأطلقت مصادر الإعلام المحلية الفلسطينية في مدينة نابلس نداءات للمواطنين والشبان الفلسطينيين لأخذ الحيطة والحذر من ممارسات الجنود الذين يختفون بهيئة رجال المؤسسات المدنية الفلسطينية في خطوة خبيثة للوصول إلى رجال المقاومة الفلسطينية. وأكد عدد من شهود العيان في المخيم ل «الجزيرة»: أن جنود الاحتلال إمعانا في إذلال المواطنين يقومون بطردهم خارج منازلهم بعد الاعتداء عليهم دون تفريق بين صغير أو كبير، ويلقون بهم في العراء دون أي أغطية أو أي من محتويات منازلهم الضرورية..وعلى صعيد متصل بالانتهاكات الاسرائيلية هدمت قوات من الجيش الإسرائيلي ليلة الأحد وصباح أمس «الاثنين» منزل نادر أبو ليل ناشط فلسطيني بارز في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين قضاء مدينة نابلس المحتلة، وينتمي أبو ليل إلى كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح. وكان الجيش الإسرائيلي قد هدم يوم الأحد الماضي منزل هاشم أبو حمدان من كبار قادة كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية.. وعقب أحد قادة كتائب شهداء الأقصى على عمليات هدم المنازل قائلا: إنه بالرغم من انصياع نشطاء الكتائب لأوامر التهدئة التي أصدرها الرئيس ياسر عرفات، إلا أن رد الجناح العسكري لحركة فتح سيكون سريعًا ومؤلمًا. وكانت قوات من سلاح المظليات ووحدتي «ناحل» و«أجوز» الإسرائيليتين، قد توغلت في المدينة يوم الجمعة الماضي. وتدعي مصادر في الجيش الإسرائيلي: بأن المقصود من العمليات المتواصلة منذ أسبوعين والتي يقوم الجيش الإسرائيلي خلالها بدخول المدينة والخروج منها هو البحث عن مطلوبين فلسطينيين. وفي هذا السياق قال الناطق في مكتب رئيس الحكومة «آفي فابزنر»: لن نسمح بتحول مدينة نابلس إلى منصة ينطلق منها «الارهاب الفلسطيني» ضد إسرائيل.. على حد زعمه..!!