كنت في بادئ الأمر أشعر بضيق واكتئاب وعدم الرغبة في الضحك والجلوس مع أحد وتنتابني حالة من البكاء وخوف من الموت... وكذلك خوف من المستقبل وما سيحدث فيه، أما الآن فأصبحت لا اشعر بالضيق والاكتئاب والملل ولكن أخاف من الموت خوفا شديدا وخاصة في الليل ولكن مع الأيام أصبحت تأتيني هذه الحالة حتى في النهار وهي غير مستقرة ولكنها تأتي على شكل نوبات وإذا ذهبت عني هذه النوبة أعود إلى طبيعتي لدرجة أنى إذا سألت عنها فإني ارفضها تماما، وإذا انتابتني أتحول إلى إنسان آخر وإذا اشتكيت من حالتي هذه فإني لا اصدق وأنا أعاني من هذه المشكلة منذ سنة وثلاثة شهور..... افيدوني جزاكم الله خيرا. آخي الكريم.. أنت تعاني من إحدى حالات القلق تسمى نوبات الذعر أو الهلع أو الفزع « panic attacks » وهي عبارة عن نوبات متكررة من القلق والخوف الشديدين تستمر لعدة دقائق في العادة ثم يعود الإنسان بعدها لطبيعته وكأن شيئا لم يكن.. اللهم إلا التوجس من حدوث نوبة أخرى. يصاحب هذه النوبة تعرق في الجسم وبرودة في الأطراف ورعشة وجفاف في الريق وخفقان في القلب وذعر شديد وكأن الإنسان على وشك أن يموت، ويشعر أيضا بالاختناق وصعوبة التنفس ويفقد القدرة في السيطرة على ما حوله. ونتيجة للتخوف والتوجس من حدوث النوبة مرات أخرى وليس عند الإنسان من يسعفه لذا تجد ذلك الفرد يتجنب الذهاب إلى الأماكن البعيدة أو المزدحمة التي يصعب الخروج منها لو حدث شيء لا قدر الله. وتماثل أعراض هذه الحالة المرضية الأعراض التي تحدث للإنسان الطبيعي عند مواجهة أمر مرعب دون وجود مثل هذا الأمر المرعب في هذه الحالة المرضية مما يجعل الشخص المصاب بها يدور بين أطباء القلب والصدر وغيرهم تبعا للأعراض التي تحدث له بين حين وحين باحثا عن تفسير طبي لما يعتريه، ومما يزيد الأمر سوءا عند المريض إخبار الأطباء له بأنه ليس عنده علة عضوية فيزداد خوفه حتى تحط رحاله أخيرا عند الطبيب النفسي باحثا عن علاج للقلق والخوف الناتج عن معاناته، ولم يدر أن أصل معاناته إنما كانت علة نفسية أيضا. لم تقدم الأبحاث العلمية حتى الآن تفسيرا علميا واضحا لهذه النوبات المرضية إلا أن هناك العديد من الوسائل العلاجية التي ساهمت إلى حد كبير في علاج هذا المرض وهي تشمل عقاقير العديد من الوسائل العلاجية التي ساهمت إلى حد كبير في علاج هذا المرض وهي تشمل عقاقير علاجية وجلسات علاج معرفي وسلوكي. أرجو من الله أن تجد فيها النفع والشفاء سعاد الدباسي أخصائية العلاج النفسي الاكلينكي مركز النخبة الطبي الجراحي