يظن كثير من المرضى فضلا عن الأصحاء ان التخدير العام للمرضى خلال العمليات الجراحية ما هو إلا إبرة سحرية تحقن في ذراع المريض ليجري بعد ذلك الجراح عملية جراحية بيسر وسهولة، وفي الحقيقة يحق لهؤلاء المرضى ان يفكروا بهذه البساطة، حيث أن ما يراه المريض من الجراحة والتخدير لا يتعدى هذه الابرة التي يدخل بعدها في نوم عميق، الى أن يصل الى سريره سليما معافى مسترداً كامل وعيه، غير أن الحقيقة غير ذلك حيث أن هذه الحقنة الاولية من مواد التخدير لا يتعدى مفعولها الخمس الى العشر دقائق ويتم تأمين استمرارية التخدير العام بعدها بأحد أسلوبين: أولهما عن طريق الوريد أيضا بحقن المسكنات والمخدرات الوريدية التي تضمن النوم والتسكين الكافيين لنوعية العمل الجراحي المراد انجازه (وهو ما يعرف بالتخدير الوريدي)، وثانيهما وهو الأشيع باستخدام المخدرات الاستنشاقية التي يتم انشاقها للمريض عن طريق جهاز التخدير وما يتصل به من أجهزة متطورة خاصة بأدوية متعددة كالهالوتان والايزوفلورين والسيفوفلورين والديسفلورين، وهو ما يعرف بالتخدير الاستنشاقي وما يزود به من غازات هامة للمياه كالاكسجين، وغازات لها تأثير مسكن وفاقد للوعي كالنيتروس أوكسيد الذي يعطى بنسب محددة تناسب حالة المريض ووزنه وعمره وطول العمل الجراحي المرتقب، إضافة الى أجهزة التنفس الاصطناعي المرتبطة بجهاز التخدير، والتي تستعمل خلال العملية بعد أن يتم توقف تنفس المريض العفوي بشكل مؤقت ومقصود من قبل طبيب التخدير أثناء الجراحة، وعلاوة على ذلك يخضع المريض لمراقبة دقيقة عبر أجهزة متطورة جداً تساهم في سلامة المريض خلال العمل الجراحي بعد أن تطور علم التخدير في السنوات الأخيرة تطورا متسارعا من خلال العديد من الأدوية والاجهزة الحديثة، والتي يحرص مستشفى الحمادي على تأمينها بادئ ذي بدء من أجل خدمات طبية تواكب التطورات الطبية المتسارعة في العالم. ( * ) أخصائي التخدير والعناية المركزة