كثير من المرضى بل من عامة الناس يودون معرفة المعلومات المهمة عن التخدير وما اذا كان قد طرأ تطور اكثر على اساليبه وطرق استخدامه.. وفيما يلي يجيب الدكتور ممدوح فتحي استشاري التخذير على العديد مما يريد ان يعرفه القراء. ما المقصود بالتخدير. * المقصود بالتخدير هو فقدان مؤقت للإحساس إما في جزء معين من الجسم وذلك بحقن مخدر موضعي في الجزء الذي ستجرى به العملية الجراحية أو فقدان الإحساس أو الوعي خلال العملية الجراحية وذلك بإعطاء أدوية معينة تؤدي إلى نوم المريض وذلك أثناء أعطاء التخدير الكلي. لماذا يخاف الناس من التخدير؟ بمعنى آخر هل يمكن تخدير اي مريض مهما كانت حالته الصحية لإجراء عملية جراحية بأمان؟ * بالتأكيد فان وظيفة طبيب التخدير هي فحص المريض قبل العملية الجراحية للوقوف على حالته الصحية وعليه فانه يقوم بإعطاء نوع وكمية العقاقير التي تناسب حالة المريض ومن حسن الحظ فان التخدير الموضعي قفز بخطوات كبيرة جدا مما يسر إعطاء المريض الفرصة لإجراء العمليات الجراحية باستخدامه وفي حالة إعطاء التخدير الكلي فإن المريض يكون تحت الملاحظة الدقيقة طوال العملية الجراحية وبعدها في غرفة الافاقة ويقوم طبيب التخدير بمتابعة الحالة الصحية للمريض ويقوم بضبط وتنظيم الوظائف الحيوية المختلفة مثل ضغط الدم والنبض والتنفس ومتابعة السكر وما إلى ذلك. هل يوجد نوع واحد من التخدير مناسب لكل المرضى؟ * لا يوجد نوع واحد من التخدير يناسب كل الحالات ويتم اختيار نوع التخدير بالجرعة المناسبة حسب حالة المريض. ما أنواع التخدير المختلفة المستعملة مثلا في عمليات العيون؟ * أولا يوجد التخدير السطحي بواسطة قطرة توضع على سطح القرنية ويتم بها عمل بعض العمليات مثل عملية الجلوكوما والليزك. النوع الثاني هو التخدير الموضعي بواسطة إبرة صغيرة يتم بواسطتها حقن التخدير الموضعي ويتم إجراء معظم العمليات الجراحية في العين بواسطة التخدير الموضعي مثل المياه البيضاء، وعمليات التجميل وعمليات الشبكية. النوع الثالث من التخدير الكلي ويتم اختياره عندما يتعذر عمل العملية الجراحية بالتخدير الموضعي أو عندما يفضل المريض ذلك. هل يشعر المريض بأي ألم اثناء التخدير الموضعي في عمليات العيون. * لا لن يشعر المريض بأي ألم على الإطلاق أثناء إجراء العملية بالتخدير الموضعي، كل ما يشعر به المريض هو الإحساس باللمس أو الضغط فقط الذي لن يسبب له أي ألم على الإطلاق. بالإضافة إلى الامان التام للتخدير الموضعي فإن المريض لا يشعر بأي ألم بعد العملية لفترة تصل إلى حوالي ثمان ساعات مما يجعله لا يحتاج إلى مسكنات للألم بعد العملية طوال هذه الفترة وبعدها يكفيه مسكنات بسيطة في حالة الضرورة. إذا كان للتخدير الموضعي هذه المميزات وذلك الأمان فلماذا لاتجرى كل العمليات بالتخدير الموضعي؟ * لحسن الحظ فان الغالبية العظمى لعمليات العيون يمكن إجراؤها بالتخدير الموضعي مثل حالات المياه البيضاء (الكتاركتا) والجلوكوما وحالات التجميل بل وأيضا حالات الانفصال الشبكي ونزيف العين إلا انه يتعذر أعطاء التخدير الموضعي في بعض الحالات مثل العمليات الجراحية للأطفال أو المرضى ذوي الاحتياجات الخاصة أو المرضى النفسيين أو رفض المريض التخدير الموضعي. يعتقد البعض أن تناول المنبهات بكثرة مثل الشاي والقهوة يجعل إعطاء التخدير اكثر صعوبة، ما صحة ذلك؟ بمعنى آخر يعتقد المريض أنه لن تكفيه أي كمية من التخدير وسيتعذر إجراء العملية له فما حقيقة ذلك؟ * هذا اعتقاد خاطىء فتناول الشاي أو القهوة لا يؤثر على قابلية المريض للتخدير ومهما كان المريض يتناول المنهبات بأي كمية فان ذلك لن يمنع من إعطاء التخدير وأجراء العملية ولكن ما يجب التوقف عنه هو التدخين بالإضافة الى أخطار التدخين بصورة عامة فان المريض المزمع إجراء عملية جراحية له يجب أن يقلع عن التدخين كلما أمكن له ذلك حتى لاتحدث أي صعوبات أثناء أو بعد العملية، ومن المفروض أن يتوقف المريض عن التدخين لمدة 6-8 أسابيع عن التدخين قبل إجراء أي عملية جراحية إلا أن توقف المريض عن التدخين لأي مدة يساعد على تحسن حالة الرئتين وارتفاع مستوى الأكسجين في الدم بشكل عام. إذا احتاج المريض إلى اكثر من عملية جراحية في حياته هل يؤثر كثرة التعرض للتخدير على المريض بصورة عامة؟ * بالطبع لا، بعض الناس يعتقدون أن كثرة التعرض للتخدير قد يؤثر على المريض بشكل عام ولكن ثبت اكلينيكا أن ذلك غير صحيح مع استعمال أدوية التخدير الحديثة حيث أن حدة فاعليتها بالجسم قصيرة جدا وتمثيلها داخل الجسم محدود للغاية. هل يتحمل الأطفال التخدير الكلي وهل يختلف التخدير في الأطفال عن الكبار؟ * يعتقد بعض الآباء أن الأطفال قد لايتحملون التخدير ويصيبهم القلق الشديد على اطفالهم لمجرد التفكير في العملية الجراحية بسبب التخدير وأيضا لخوف الأطفال من الإبر بشكل عام. ولكن أي إنسان مهما تكن حالته الصحية أو عمره فانه يمكن إجراء العملية الجراحية له مع اختيار التخدير المناسب له، وفي حالة الأطفال بالطبع لا يمكن إجراء معظم العمليات الجراحية إلا تحت تأثير التخدير الكلي لخوف الأطفال من الغرباء والأماكن التي لم يألفوها من قبل. أما بالنسبة للإبر فنحن نلجأ إلى بدء التخدير الكلي للأطفال باستعمال الغازات المخدرة وعندما ينام الطفل بسلام نبدأ بتركيب المغذي للطفل يستمر التخدير بشكل آمن بإذن الله وبدون أن يشعر الطفل حتى بوخز الإبرة. هل توجد نصائح للمرض بعد العمليات الجراحية خاصة الذي أجريت لهم العملية بالتخدير الكلي.؟ * نعم، يجب على المريض الراحة بالفراش عدة ساعات وتفادي الوقوف أو الحركة المفاجئة فقد يؤدي ذلك إلى فقدان الاتزان أو الوقوع على الأرض. أيضا تناول القليل من الماء أو العصير بعد العملية بعدة ساعات حتى يتأكد من عدم وجود أي ميل للقيء وبعدها يمكن أن يتناول طعامه. ويجب أيضا عدم قيادة السيارة أو القيام بأي عمل يتطلب التركيز الدقيق لمدة أربع وعشرين ساعة وبعدها يمكن للمريض مزاولة حياته بالشكل المعتاد. استشاري التخدير