العيد.. المناسبة الوحيدة التي تزدحم خلالها محلات الخياطة بل ونجد كثيراً من الخياطين يرفضون الزبون لأنه لا يوجد وقت!! ثوب العيد له ذكريات طويلة مع كبار السن الذين يتذكرون شبابهم وفرحة العيد قبل سنوات طوال. وأيضاً لثوب العيد ميزة وفرحة لدى شباب هذا الوقت الذين يتسابقون على أحدث ماركات القماش وأنواع التفصيل والإبداع. عن ثوب العيد أجرت «الجزيرة» بعض اللقاءات للحديث عنه من كل الجوانب. الثوب الواحد لعيدين!! أحد كبار السن وهو العم ابو عبدالرحمن تحدث عن أهمية ثوب العيد في السابق، فقال: كان لثوب العيد في السابق أهمية بالغة عند الأغلبية رغم الامكانات المحدودة قديماً إلا ان الشخص يستطيع ان يوفر القليل لأجل ثوب جديد يلبسه في العيد. وتتم عملية تفصيل الثوب وخياطته آنذاك عن طريق الخياطة النسائية واثوابنا من نوع الخام أما أصحاب المال الوفير من الأغنياء فإنهم يلبسون الثياب القرطاسي وشماغ اسمه خارق.. وبالنسبة للرجال في السابق ليس هناك شيء اسمه موضة عكس ما عليه الكثير اليوم المهم ان يكون الثوب جديداً.. ونقوم بلبس ثوب العيد الجديد وفور انتهاء الناس من المعايدات يتم حفظه حتى حلول عيد الاضحى المبارك أي اننا نستفيد منه في عيد الفطر وعيد الاضحى وهذا يوفر علينا الشيء الكثير والحال في الماضي غير متيسرة، وكان البعض لا يستطيع لباس الجديد وتكلفته. والتفصيل في عيد الفطر أكثر منه في عيد الاضحى لان الناس منشغلون بالاضاحي قبل وبعد العيد فيكتفي بثوب عيد الفطر. ويضيف أبو عبدالرحمن قائلاً: إن بداية عمل خياطة ثوب العيد منذ بداية شهر رمضان المبارك من قبل بعض النساء المشتهرات بجودة الخياطة ويأخذن مقابل خياطة الثوب الواحد ربع إلى ثلث ريال فقط وعدد الخياطات آنذاك قليل جدا ولكن ينجزن جميع أعمالهن قبل حلول العيد بوقت كاف وتتم عملية الخياطة عن طريق الإبر لأنه ليس عندنا مكائن خاصة بالخياطة. لا نقبل إلا الزبائن! كما التقينا بأحد الخياطين من الجنسية اليمنية في مدينة بريدة الذي يعمل في مجال الخياطة في المحل قرابة 23 سنة فقال: في الأيام العادية وقبل رمضان يكون العمل طبيعيا ولكن منذ بداية رمضان يتم استنفار جميع الجهود والطاقات لمواكبة الزحام الشديد المعتاد من الكثير من الناس لأنهم لا يمكن ان يقوموا بالتفصيل إلا في الذروة ثم يتهاتف الاغلبية صغاراً وكباراً لمحلات الخياطة فهذه مشكلة يعاني منها الكثير سواء الخياطين أو الزبائن أنفسهم فبعض المحلات يتوقف لديها استقبال الزبائن ونحن أقفلنا طلبات التفصيل منذ يوم 15 رمضان، ولكن هناك حالات مستثناة من الزبائن وهم العملاء الخاصون، فهؤلاء حتى لو جاءوا في أيام العشر فلا مانع من تلبية متطلباتهم كما نستقبل زبائن خاصين من بعيد يأتون من انحاء منطقة القصيم فهؤلاء يأتون للخياطة في الأزمات وغير الأزمات. فرصة لزيادة السعر! وعن ارتفاع السعر في مثل هذه المناسبات أوضح بأن هناك زيادة في الثوب الواحد من 20 إلى 30 ريالا تقريباً لدى بعض المحلات وهم الذين ليس لهم زبائن وعملاء خاصون، فهم يرفعون السعر قليلاً لاغتنام هذه الفرصة. وقد بدأنا في استقبال الطلبات الخاصة بالخياطة عندنا منذ النصف من شعبان الماضي ونحن نكثف جهودنا ليل نهار فيتراوح العمل طيلة الثماني عشرة ساعة تقريباً ومقدار النوم من 4 إلى 5 ساعات فقط، وعدد العاملين في المحل حوالي ستة افراد واحصائية التفصيل تتراوح بين 400 و485 ثوب. الأسعار حسب القماش وعن اختلاف أسعار الأقمشة ذكر ان السعر يمكن ان يختلف عن ثوب إلى آخر حسب نوعية وجودة القماش فهناك أقمشة قديمة مثلاً وخصوصاً الشتوي فهذه يمكن تصريفها بأي طريقة كانت، ونلاحظ الكثير يقبلون على كل جديد ويسألون عن آخر ما نزل للسوق من الأقمشة بغض النظر عن جودة القماش أو جودة الخامة والبعض الآخر لا يبالي يسمي لك القماش أو الخامة الراقية ويقوم بطلبها حتى لو كانت غير جديدة. أخطاء بالجملة ولكن..! وحول ما قد يحصل من مواقف أو احراجات اوضح بأن هناك الكثير من المواقف والاحراجات مع بعض الزبائن فمنها مثلاً من يطلب عمل قلاب في الثوب ونحن نجعله سادة خطأ، وذلك من شدة الزحام والعمل الدؤوب ففي هذه الحالة نضطر لترجيع فلوسه أو نقوم بتعديل الثوب حسبما طلب. وأيضاً هناك من يطلب إنجاز ثوبه بتاريخ قبل موعده الذي هو مسجل في الكروت الخاصة بالمحل إذ انه يضطر لاستلامه عاجلاً فنحن في هذه الحالة نحاول ان نقدمه يوماً أو يومين عن تاريخه المحدد أو نقول له تعال وخذ عربونك لأننا لا نستطيع سرعة إنجازه. العيد في المحل! أحياناً يترك البعض ثيابهم إلى العيد أو ما بعده اهمالاً وعدم مبالاة وهذه مشكلة نعاني منها كثيراً وباستمرار إذ يلاحظ من غير العملاء أنهم يتركون ثيابهم ربما إلى فترة طويلة ودون ان يقدم عربوناً سوى 20 ريالا مثلا ومكتوب عبارة على الكروت بأن الذي يترك ثوبه لمدة شهرين فالمحل غير مسوول ولكن نحن نتساهل إذ نتركها عدة أشهر ثم يتم بيعها لأصحاب المحلات الجاهزة بأبخس الأسعار. الثوب لعدة مناسبات وفي داخل المحل التقينا بأحد الزبائن وهو صالح العلي الذي قال: إن الثياب تلاقي استحساناً من الشباب السعودي الذي يستقبل العيد بملابس جديدة وتكون مختلفة عن العام الماضي ولعل فرحة العيد والملابس الجديدة تضفي نكهة رائعة على مظهر العيد في مملكتنا الحبيبة، ولكن لدينا ملاحظة وهي التلاعب بالأسعار والمبالغة فيها لدى البعض حيث الاقمشة التي تشهد ارتفاعا حادا في العشر الأواخر والتي ربما تبدأ من الشركة أو المؤسسة الموزعة فضلا عن المحل. وواصل حديثه قائلاً: ان ثوب العيد في هذا العام لمناسبتين وهي العيد والشتاء.. وكل شخص ورغبته في كيفية تفصيل الثوب واعدادها فأنا افصل ثوبين في العام تقريباً وعلى حسب المناسبات. أما الشاب عبدالله المرشود فقال: اتيت لهذا المكان لقصد تفصيل ثوب للعيد كعادتي السنوية وأنا كنت منذ الصغر لا ألبس إلا ثوباً مفصلاً لأنه يكون على كيفي والتفصيل حسب مواصفاتي ولا البس الاثواب الجاهزة مسبقاً. وعن أهمية ثوب العيد أوضح المرشود بأن هناك تفاوتاً في أهمية تفصيل ثوب العيد لدى الكثير إذ البعض يكتفي بثوب العام الماضي أو مناسبة سابقة، والآخرون لا يمكن لهم الاحتفال أو حضور مناسبة العيد إلا بثوب جديد حيث انه لا تكمن الفرحة بيوم العيد إلا بثوب جديد وهذا حث عليه الإسلام ورغب الرسول صلى الله عليه وسلم في لبس الجديد في يوم العيد. وانهى عبدالله حديثه قائلاً: أنا مع الموضة واتبعها لأن هذا هو ديدن الشباب وهي نظرة عامة الناس تقريباً اليوم. فرحة الأطفال.. غير كما التقينا فهد الصلال مصطحبا اطفاله وسألناه عن مدى أهمية ثوب العيد لدى الاطفال فقال: لا شك ان الاطفال هم أكثر فرحة بالثوب الجديد فيعتبر ثوب العيد عندهم كنهاية كورس بالنجاح. وابنائي دائماً يفضلون الثوب تفصيلاً فهو عندهم فرحة وشوق وابتهاج بالعيد السعيد وحتى يكونوا مثل اقاربهم أو جيرانهم. وقال الصلال: يختلف تفصيل الثوب لدى الكبار عن الصغار أو الشباب فكل له اختياره وذوقه الخاص في كيفية وطريقة تفصيل الثوب. أسعار.. نار! وذكر المواطن أحمد السبهان احد الزبائن قائلاً: محلات الخياطة في انتشار كبير وازدياد وهذا من صالح الزبون.. وأنا لست عميلاً لأحد بل افصل ثوب العيد لدى محلات متعددة. وعن الأسعار قال السبهان: انها نار ومرتفعة وفي ازدياد كبير رغم كثرة العرض من محلات الخياطة ويبدو انها لا تخضع للرقابة، حيث كل محل تجد اسعاره تختلف عن الآخر، واتمنى من وزارة التجارة النظر في هذا الأمر ووضع الضوابط حتى لا يتلاعب أصحاب محلات الخياطة بالأسعار.