,تشهد الايام العشرة الاخيرة من رمضان الكريم كل عام نشاطا ملموسا من قبل المحلات والمراكز التجارية بشتى اصنافها استعدادا واستقبالا لمناسبة غالية على المسلمين عيد الفطر المبارك حيث تشهد اسواق الخياطة الرجالية ومحلات الحلويات والزينة والهدايا موسما كبيرا ربما لا يتكرر في العام فتنتعش بالمتسوقين والزبائن الذين يزيدون من الدخل لمثل هذه المحلات بنسبة 50% تقريبا حيث الحركة التجارية الدؤوبة ليل نهار لكثرة العرض والطلب في هذه الايام,في الوقت الذي يستاء بعض الزبائن من استغلال اصحاب المحلات لهذه المناسبة ولجوئهم الى زيادة الاسعار الا ان هذه المشكلة لم تكن عقبة امام الزخم الهائل من المتسوقين والزبائن الذين تكتظ بهم مكونين زحمة اعتادوا عليها قبل حلول العيد. الجزيرة بدورها قامت بجولة استطلاعية على ارض الواقع قبل عيد الفطر المبارك بايام وسجلت اللقاءات التالية: الخياطات يجهزن أثواب العيد من أول رمضان * بداية تحدث احد كبار السن عن اهمية ثوب العيد في السابق فقال: عبدالعزيز بن فهيد التويجري: كان لثوب العيد نشوة في السابق وذات اهمية بالغة عند الاغلبية رغم الامكانات المحدودة قديما الا ان الشخص يستطيع ان يوفر القليل لأجل ثوب جديد يلبسه في العيد وتتم عملية تفصيل الثوب وخياطته آنذاك عن طريق الخياطة النسائية واثوابنا من نوع الخام اما اصحاب المال الوفير من الاغنياء فانهم يلبسون الثياب القرطاسي وشماغ اسمه خارق . وبالنسبة للرجال في السابق ليس هناك شيء اسمه موضة عكس ما عليه الكثير اليوم المهم ان يكون الثوب جديدا,, ونقوم بلبس ثوب العيد الجديد فور انتهاء الناس من المعايدات ثم يتم حفظه حتى حلول عيد الاضحى المبارك اي اننا نستفيد منه في عيد الفطر وعيد الاضحى وهذا يوفر علينا الشيء الكثير والحال في الماضي غير متيسرة بان يوجد هناك البعض لا يستطيع لباس الجديد وتكلفته والتفصيل في عيد الفطر اكثر منه في عيد الاضحى لان الناس منشغلون بالاضاحي قبل وبعد العيد فيكتفي بثوب عيد الفطر. * ويضيف التويجري بان بداية عمل خياطة ثوب العيد منذ بداية شهر رمضان المبارك من قبل بعض النساء المشتهرات بجودة الخياطة ويأخذن مقابل خياطة الثوب الواحد ربع الى ثلث ريال فقط وعدد الخياطات آنذاك قليل جدا ولكن ينجزن جميع اعمالهن قبل حلول العيد بوقت كاف وتتم عملية الخياطة عن طريق الابر لانه ليس عندنا مكائن خاصة بالخياطة. نمتنع عن الطالبات منتصف رمضان * وعند تجوالنا في محلات الخياطة قصدنا احداها بحي الجردة والتقينا بالخياط العربي عبدالله المعلم الذي يعمل في مجال الخياطة في المحل قرابة 28 سنة . فقال : في الايام العادية وقبل رمضان يكون العمل طبيعيا ولكن منذ بداية رمضان يتم استنفار جميع الجهود والطاقات لمواكبة الزحام الشديد المعتاد من الكثير من الناس لانهم لا يمكن ان يقوموا بالتفصيل الا في الذروة ثم يتهافت الاغلبية صغارا وكبارا لمحلات الخياطة فهذه مشكلة يعاني منها الكثير سواء الخياطين او الزبائن انفسهم فبعض المحلات يتوقف لديها استقبال الزبائن ونحن اقفلنا طلبات التفصيل حوالي من 15 رمضان، ولكن هناك حالات مستثناة من الزبائن وهم العملاء الخاصون,, فهؤلاء حتى لو جاءوا في ايام العشر فلا مانع من تلبية متطلباتهم كما نستقبل زبائن خاصين من بعيد يأتون من انحاء منطقة القصيم فهؤلاء يأتون للخياطة في الازمات وغير الازمات. نعم يمكن الزيادة في الأسعار * وعن ارتفاع السعر في مثل هذه المناسبات اوضح بان هناك زيادة في الثوب الواحد من 20 الى 30 ريالاً تقريبا لدى بعض المحلات وهم الذين ليس لهم زبائن وعملاء خاصين، فهم يرفعون السعر قليلا لاغتنام هذه الفرصة فيضرب بيد من حديد . وقد بدأنا في استقبال الطلبات الخاصة بالخياطة عندنا منذ النصف من شعبان الماضي ونحن نكثف جهودنا ليل نهار فيتراوح العمل طيلة الثمانية عشر ساعة تقريبا ومقدار النوم من 4 الى 5 ساعات فقط، وعدد العاملين في المحل حوالي ستة افراد واحصائية التفصيل تتراوح بين 400 الى 485 ثوب. تختلف أسعار الأقمشة * وعن اختلاف اسعار الاقمشة ذكر ابو فؤاد ان السعر يمكن ان يختلف عن ثوب الى آخر حسب نوعية وجودة القماش فهناك اقمشة قديمة مثلا وخصوصا الشتوي فهذه يمكن تصريفها باي طريقة كانت، ونلاحظ الكثير يقبلون على كل جديد ويسألون عن آخر ما نزل للسوق من الاقمشة بغض النظر عن جودة القماش او جودة الخامة والبعض الاخر لا يبالي يسمي لك القماش او الخامة الراقية ويقوم بطلبها حتى لو كانت غير جديدة. هناك الكثير من المواقف والإحراجات * وعن سؤالنا للمعلم عما قد يحصل من مواقف او احراجات فبين بان هناك الكثير من المواقف والاحراجات مع بعض الزبائن فمنها مثلا من يطلب عمل قلاب في الثوب ونحن نجعله سادة خطأ، وذلك من شدة الزحام والعمل الدؤوب ففي هذه الحالة نضطر بترجيع فلوسه او نقوم بتعديل الثوب حسبما طلب وايضا هناك من يطلب انجاز ثوبه بتاريخ قبل موعده الذي هو مسجل في الكروت الخاصة بالمحل اذ انه يضطر جدا باستلامه عاجلا فنحن في هذه الحالة نحاول ان نقدمه يوماً او يومين عن تاريخه المحدد او نقول له تعال وخذ عربونك لاننا لا نستطيع سرعة انجازه. البعض يترك ثوبه إلى العيد أو بعده * وربما ترك البعض ثيابهم الى العيد او ما بعده اهمالا وعدم مبالاة وهذه مشكلة نعاني منها كثيرا وباستمرار إذ يلاحظ من غير العملاء يتركون ثيابهم ربما الى فترة طويلة وهو لم يقدم عربوناً سوى 20 ريالاً مثلا ومكتب عبارة عن الكروت بان الذي يترك ثوبه لمدة شهرين فالمحل غير مسؤول ولكن نحن نتساهل اذ نتركها عدة اشهر ثم يتم بيعها لاصحاب المحلات الجاهزة بأبخس الاسعار. أسماء الأقمشة متعددة والى محل آخر حيث تحدث يوسف سالم بان هناك عدة اسماء وانواع من الاقمشة منها ملك الملباء البديعي وملباء الكساوي والبرواز والنسيج فهذه حاجات مشهورة. واوضح بان الاقبال على تفصيل ثوب العيد الآن بات اكثر من الماضي رغم كثرة وانتشار الخياطين ومراكز الخياطة المتعددة,فالعمل زاد بنسبة كبيرة سواء من الكبار او الصغار للتفصيل ويشكل السعوديون 80% في تفصيل ثوب العيد و20% اجانب، وكل له مواصفاته الخاصة في نوعية وطريقة وخياطة الثوب ولكن الشباب لهم الموضات فهم مع تتبع كل موضة جديدة. الثوب الجديد للعيد ومناسبات اخرى * اما خالد حمود الحربي زبون فيقول: ان الثياب تلاقي استحسانا من الشباب السعودي الذي يستقبل العيد في ملابس جديدة وتكون مختلفة عن العام الماضي ولعل فرحة العيد والملابس الجديدة تضفي نكهة رائعة على مظهر العيد في مملكتنا الحبيبة، ولكن لدينا ملاحظة وهي التلاعب بالاسعار والمبالغة فيها لدى البعض حيث الاقمشة التي تشهد ارتفاعا حادا في العشر الاواخر والتي ربما تبدأ من الشركة او المؤسسة الموزعة فضلا عن المحل. واردف الحربي قائلا: ان ثوب العيد في هذا العام يستغل لثلاث مناسبات وهي العيد، الشتاء، الاجازة فهذه ثلاث مواسم في وقت واحد فهذا يوفر الشيء الكثير، وكل شخص ورغبته في كيفية تفصيل الثوب واعدادها فانا افصل ثوبين في العام تقريبا وعلى حسب المناسبات. * اما الشاب بندر عثمان الخلف فقال: اتيت لهذا المكان لقصد تفصيل ثوب للعيد كعادتي السنوية وانا كنت منذ الصغر لا ألبس الا ثوبا مفصلا لانه يكون على كيفي والتفصيل حسب مواصفاتي ولا البس الاثواب الجاهزة مسبقا. * وعن اهمية ثوب العيد اوضح الخلف بان هناك تفاوتاً في اهمية تفصيل ثوب العيد لدى الكثير اذ البعض يكتفي بثوب العام الماضي او مناسبة سابقة، والآخرون لا يمكن لهم الاحتفال او حضور مناسبة العيد الا بثوب جديد حيث انه لا تكمن الفرحة بيوم العيد الا بثوب جديد وهذا حث عليه الاسلام ورغب الرسول صلى الله عليه وسلم في لبس الجديد في يوم العيد. * وقال بندر نعم انا مع الموضة واتبعها لان هذا هو ديدن الشباب وهي نظرة عامة الناس تقريبا اليوم. فرحة الأطفال بثوب العيد فرحة غامرة * كما شاهدنا محمد بن ابراهيم المنصور مصطحبا اطفاله حضر من او ثال وسألناه عن مدى اهمية ثوب العيد لدى الاطفال فقال لاشك ان الاطفال هم اعظم فرحة بالثوب الجديد فيعتبر ثوب العيد عندهم كنهاية كورس يعني بالنجاح. وابنائي دائما يفضلون الثوب تفصيلا فهو عندهم فرحة وشوق وابتهاج بالعيد السعيد وحتى يكون مثل اقاربهم او جيرانهم. وقال المنصور يختلف تفصيل الثوب لدى الكبار عن الصغار او الشباب فكل له اختياره وذوقه الخاص في كيفية وطريقة تفصيل الثوب. مواقف وطرائف لبعض الزبائن مع ثوب العيد * قال الشاب بندر الخلف عن موقف حصل له: حصل لي قبل خمس سنوات تقريبا مرض اقعدني البيت ولزمت الفراش لعدة ايام وبهذه الحالة قد استعد الجميع من الاخوة للعيد في تفصيل الثياب وشراء المستلزمات الخاصة وبعد ان شفاني الله تعالى والحمد لله قبل العيد بيوم تقريبا بحثت مسرعا عن خياط ينقذني في العيد لثوب جديد حتى لو كان بأغلى سعر فامتنعوا كلهم عن تلبية طلبي لانه غدا العيد فانا في وقت حرج وفي وقت متأخر من الليل حتى استقر بي الامر بأن البس تكميلة وفعلا تصرفت ولكن لم اعتبر نفسي مع الآخرين الذين تخالجهم الفرحة والبهجة,اما الاخ خالد الحربي : فقال في العام الماضي بعد ان استلمت الثوب ليلة العيد ولم البسه الا صباح العيد وتفاجأت بانه جاء على غير المواصفات المطلوبة التي اتفقت عليها انا وصاحب المحل,. وروى الشاب محمد المنصور موقفا حدث له قائلا: انني عند استلامي لثياب ابنائي ليلة العيد تفاجأت بان الثياب ليست تبعنا حيث تم استلامها لشخص آخر عن طريق الخطأ وامضيت وقتا طويلا حتى جاء الفرج من الله وجاء الذي اخذ الثياب لكي يرجعها للمحل فهذا يتحمله المحل. المحلات منتشرة والأسعار خيالية * وذكر المواطن سعود نايف العتيبي احد الزبائن الذين التقت به الجزيرة قائلا محلات الخياطة في انتشار كبير وازدياد وهذا من صالح الزبون. وانا لست عميلا لاحد بل افصل ثوب العيد لدى محلات متعددة. وعن الاسعار قال العتيبي انها في ازدياد كبير حيث تزامنت مناسبتان في وقت واحد العيد، والشتاء فيكون الاقبال اكثر مما هو عليه سابقا. يكثر الطلب على الحلويات في رمضان وتشتد في العيد * كما التقت الجزيرة وعبر مواقع مختلفة يكثر الاقبال عليها وهي الحلويات وشراء الهدايا وغيرها. فالتقينا مع فهد بن صالح السلمان مدير عام السلمان للتسوق ببريدة فقال عن اهمية الحلويات في مناسبة العيد انه في عموم شهر رمضان المبارك يكثر الاقبال على شراء الحلويات بانواعها المكسرات لما لهذا الشهر الكريم من فضائل عدة والتي منها الاقبال على شراء الحلويات ولان الجسم ينقصه بعض السكريات خلال الشهر وله ميزة ومذاق خاص في الاكلات الحقيقية في اوقات معينة وفي موسم العيد يشتد الطلب على شراء الحلويات المغلفة والشكلاتة والاشياء الاخرى وتختلف الطلبات على شراء الحلويات على حسب نوعيتها ورب الاسرة هو الذي غالبا ما يقوم باختيار الحلويات المحببة للاسرة ولكن المرأة ربما هي التي لها الاختيار الاول في ذلك لمعرفتها بها. وقال السلمان: ان غالبية من يقوم بشراء الحلويات هم السعوديون لان اصبح طبق الحلى امرا مهما على موائدهم,وعن انواع الحلويات التي اكثر طلبا اشار فهد الى الحلويات الشرقية والحلويات الغربية والمعجنات التي منها الكلير والتورت وغيرها الا انه لم تسجل زيادة في اسعارها بل هي ثابتة بل ربما يكون هناك تخفيضات في مثل هذه المواسم الجميلة. تبادل هدية العيد رمز لأواصر المحبة والسلام * ومن ناحية اخرى وفي محل للهدايا اوضح لنا احد البائعين بان الطلب على شراء الهدايا يكثر قبيل العيد حيث يتبادل البعض هدية العيد التي هي خصلة جميلة في هذا المجتمع وذلك تأكيدا لأواصر المحبة والسلام ورمزا للتقدير والعرفان كما انها تبيان لمكانة الافراد عند بعضهم البعض. * وفي نفس المحل قال الزبون احمد العمران ليس شرطا ان تكون الهدية ذات قيمة مالية الاهم ان تكون ذات قيمة استهلاكية اعني ان الشخص المهدى اليه يستفيد من الهدية في حياته اليومية . وعن اهميتها قال: الهدية لها معان جميلة تبين مكانة وقدر الاصدقاء عند بعضهم البعض ويؤكد العمران اختلاف الهدايا وطريقة اختيارها عند الرجال والنساء حيث انه لكل منهم اسلوبه الخاص.