يشير علماء نفس الطفولة الى عدة أسرار أو مداخل يمكن اتباعها مع الأطفال لمساعدتهم من دون أن يعلموا، الشيء الذي ينمي لديهم روح المسؤولية منذ صغرهم ويقوي شخصياتهم ويبينها بناء سيكولوجيا سوياً. ومن هذه المداخل التي يجب التركيز عليها عند التعامل مع الأطفال: 1- التفكير دائما بإيجابية مع الطفل في كل ما يفعل، وتشجيعه عندما يحسن الأداء، وإعطاؤه ثقة بالنفس الى أقصى الحدود، لأن ذلك ينعكس ايجابا على تصرفاته ويجعله يتصرف تلقائيا بطريقة جيدة. 2- التنويه وتوجيه العبارات الجيدة وتكرارها قدر المستطاع أمامه، عندما يقوم بعمل جيد أو ينفذ ما يطلب على أكمل وجه. 3- تقديم التفسيرات المقنعة قبل انزال القصاص بالطفل لأي ذنب أقترفه، ومهما كان حجمه ونتائجه، ويجب اخباره عن سبب «الزعل» منه، لأن ذلك يغير من تصرفاته ويجعله يفكر ملياً قبل اعادة الكرّة ولو كان عمره صغيراً. 4- يجب جعل الطفل مميزاً، لأن كل طفل يجب أن يكون مميزا لدى أهله، حتى إذا قام بتصرفات خاطئة يجب احاطته بالحنان المطلوب. ويمكن بالتالي تمضية ما بين 10 و15 دقيقة معه والتحدث اليه في أمور مختلفة، وسؤاله عما فعله خلال النهار والاستماع في شكل جيد وابداء الاهتمام اللازم. 5- يجب دائما على الأهل إعطاء المثل الجيد للطفل، ولا يتوقع الأهل أن يتصرف أطفالهم بشكل جيد إذا لم يفعلوا هم ذلك، أي في وجه طوال الوقت. أو عدم احترام الآخرين، لذلك يجب أن تكونوا المثال الصالح أمامه، لأن الطفل في النهاية مقلد جيد لأهله في كل ما يفعلون، والى أقصى الحدود. ويقدم علماء النفس خمسة محاذير أو ملاحظات يجب على الأهل الابتعاد عنها في تعاملهم مع أطفالهم وتتلخص فيما يلي 1- يجب على الأهل الاقتناع بأن ضرب الطفل لا يجدي نفعا بأي شكل من الأشكال، لأنه يمكن ان يعطي نتيجة في اللحظة نفسها، لكن بعد ذلك سيعاود الطفل تكرار ما فعله. 2- يجب عدم مقارنة الطفل بغيره من الأطفال، خصوصاً تصرفات أشقائه أو شقيقاته الذين يكبرونه في وجه خاص، لأن ذلك يجعله يتصرف بشكل خاطئ وسيئ، ويفقده قوة شخصيته ويجعله مقلداً سيئاً الى أقصى الحدود، ما يجعله يحس بالنقص أيضا. 3- عند تنبيه الطفل، يجب اعتماد الكلمات الجيدة، خصوصا عند انتقاده نتيجة تصرفه في شكل غير لائق، واختيار العبارات المناسبة التي لا تجرح شعوره كأن نقول له: «أنت سيئ وأنت كذا وكذا..» بل يجب توضيح الأمور له في شكل مبسط «أنا زعلانة منك لأنك قمت بهذا أو...». 4- يجب الابتعاد عن القصاص القاسي، مع أننا في بعض الأوقات نحتاج الى تأديب الطفل، لكن يجب الاعتراف بأن «القصاص الزائد عن اللزوم» لا ينفع، لأن ذلك يحمل الطفل على إخفاء ما فعله من خطأ عن أهله أوحتى عن أي كان، وإذا نجح في ذلك يتمادى في الخطأ في المستقبل، لذلك يجب أن يكون العقاب مقنعاً ومقبولاً. 5- يجب الأخذ بالحسبان دائما ان تصرف الطفل السيئ ليس خطأهأو خطأ أهله في الوقت نفسه، لأن ذلك شيء طبيعي وكل الأطفال وقعوا في الخطأ من دون استثناء، لذلك يجب على الأهل عدم لوم أنفسهم إذا ما تصرف طفلهم بشكل سيئ في أحد الأيام. ويجب ألا يكونوا سلبيين في التعامل مع هذا الوضع، بل عليهم دائما التفكير بايجابية، والوصول دائما الى الحل المقنع في التعامل مع الطفل مهما بلغت درجة السوء في تصرفاته. المصادر: 1- علم نفس الطفولة والمراهقة - الدكتور محمد حسين أحمد - دار الحداثة - القاهرة 1976م. 2- التعامل مع الأطفال - صحيفة المستقبل - بيروت - السبت 30 آب 2003م.