إن المال الذي يعطيه الله لبني آدم، أعطاهم إياه فتنة لهم، ليبلوهم هل يحسنون التصرف فيه أم يسيئون قال الله تعالى: {إنَّمّا أّمًوّالٍكٍمً وّأّوًلادٍكٍمً فٌتًنّةِ وّاللَّهٍ عٌندّهٍ أّجًرِ عّظٌيمِ} فمن الناس من ينفق ماله في المحرمات وفي أمور لا تزيده من الله إلا بعداً. ومن الناس من يبذل ماله في غير فائدة ليس في شيء محرم ولا في شيء مشروع فهذا ماله ضائع عليه والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال. ومن الناس من يوفقه الله سبحانه وتعالى للانفاق في وجوه الخير ابتغاء وجه الله ليتقرب بذلك الى الله سبحانه يرجو الثواب ويخشى العقاب واثقاً بوعد الله سبحانه حيث قال في كتابه: {وّمّا أّنفّقًتٍم مٌَن شّيًءُ فّهٍوّ يٍخًلٌفٍهٍ وّهٍوّ خّيًرٍ الرّازٌقٌينّ} والانفاق في سبيل الله وبذل المال للمحتاجين باب من أبواب الخير التي رتب الشارع الحكيم عليها اجر وافر عظيم، قال الله تعالى: {مّثّلٍ الّذٌينّ يٍنفٌقٍونّ أّمًوّالّهٍمً فٌي سّبٌيلٌ اللَّهٌ كّمّثّلٌ حّبَّةُ أّنًبّتّتً سّبًعّ سّنّابٌلّ فٌي كٍلٌَ سٍنًبٍلّةُ مٌَائّةٍ حّبَّةُ وّاللَّهٍ يٍضّاعٌفٍ لٌمّن يّشّاءٍ وّاللَّهٍ وّاسٌعِ عّلٌيمِ} وللإنفاق في الصدقات فضائل كثيرة: فهي تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء، وتدل على الإيمان بالله والثقة به واحسان الظن به عز وجل والصدقة دليل على الرحمة، والشعور بالآخرين كما أنها سبب لتيسير الأمور، وتفريج الكربات، وإعانة الرب - جل جلاله - فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. والصدقة مدعاة لزيادة المال، ونزول الخيرات، وحلول البركات وهي سبب للاستظلال في ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله. كما ان للصدقة تأثيراً في دفع البلاء قال ابن القيم - رحمه الله -: «وللصدقة تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر وهذا أمر معلوم» أ.ه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول «صنائع المعروف تقي مصارع السوء». والصدقة تشرح الصدر وتفرح النفس قال ابن القيم -رحمه الله -: المتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح لها صدره، وقوي فرحه وعظم سروره، ولو لم يكن في الصدقة إلا هذه الفائدة لكان العبد حقيقاً بالاستكثار منها والمبادرة إليها. تستر بالسخاء فكل عيب