دنا الرحيل وانحدرت الشمس خلف الأفق وانتشر الشفق دنا الرحيل وها هو قاب قوسين أو أدنى مني بدأت ألملم أوراقي المتناثرة على صفحة الزمن لنرحل سويا أنا وأوراقي إلى عالم مجهول.. مضيتُ بصمتي الجارح وحملت أشلائي المتناثرة وآهاتي لأرحل بعيداً عنك وأترك لقلبك المجال يصول ويجول كيفما يشاء.. فرجاءً.. مزق كل الأوراق!!! اعبث بها كما يعبث الهوى بألباب العشاق احرقها كما احرقت قلبا نبض بحبك واكتوى بنار فرقتك لقد قتلت هذا الحب الدافئ واغتلت هذا العشق الجميل بيد انه في مهده للتو.. عذرا.. اطوني من صفحة ذاكرتك وازلني من قاموس لغتك إلى الأبد واجعلني رهن النسيان.. اسكب عليها ما يحرقها لتبقى رمادا تذروه الرياح.. بعد ان رسمت لك في خيالي ألف صورة وصورة وجعلتك أميرا على قلبي وسلطانا في ملكي وآمرا وناهيا في حياتي.. وحين رأيتك اصابني الذهول.. لأنني.. رأيت في عينيك ألف سؤال وسؤال وعلامات تعجب وانبهار!!! قرأت في عينيك كلاما يمزق نياط القلب ويحرق وهج الحب.. ولكن حين سقط القناع اكتشفت الحقيقة وأي حقيقة انها حقيقة الزيف والخداع التي خطفت سكينتي واحالتني إلى أشلاء في أتون الظلام!!! شعرت بأن ما قلته من كلمات وما صغته من عبارات وما كتبته من حروف ضاعت في زحمة غير المبالاة وتاهت في واد غير ذي زرع فسال حبر قلمي ليعانق السطور الحزينة.. انزوى حرفي في حدود الكلمة فلم يعد قادرا على الإبداع كما كان حينها فقط عرفت ان الأمنية حلم واحتواؤها خيال واسع لذا ضاعت الابتسامة بين شفتي فانكرت عيني ضوء الشمس وأنكر فمي طعم الماء وكنت كمن يقول: قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ وينكر الفم طعم الماء من سقم لقد غابت باقة الفضائل فلم يبق في هذا الزمن سوى ضمائر متهالكة وهمم متردية ووجوه مخادعة!!! انه زمن قسا علينا فكبلت تحركاتنا ووئد كل شيء جميل داخلنا انه زمن يجعل الابتسامة تذبل في الوجوه انه زمن يفسح المجال للدموع على الخدود نعم انه زمن الخداع ولا شيء غيره..