في ذكرى اليوم الوطني تنداح مشاعر فياضة نحو هذا الوطن، مشاعر حب ولدت منذ تلك اللحظة التي تنفس فيها المرء أول نسمة على أرضه، يتجذر الحب وينمو. فيثمر ولاءً للوطن وعطاءً هو واجب مقدس في عنق كل مواطن. وإنها عهود ومواثيق لم يفرضها قانون عدا قانون صلة الإنسان الحميمة وعلاقته الوثيقة بمسقط رأسه، هذه الصلة المتأصلة في الكائنات جميعاً وعلى رأسها هذا الإنسان الذي أودعه الله سر الانتماء، وسر العمل من أجل الوطن. وفي يومنا الوطني تتجلى الأبعاد الزمانية الثلاثة الماضي العريق.. الذي سجل أروع صفحات المجد والخلود والمستقبل المشرق.. بكل جديد مثمر فيه صلاح الوطن. وسلامة المقصد، وسمو الهدف والحاضر المتدفق - عطاءً وحضارة وتقدماً وازدهاراً. إذن فوطني يعني الأزمنة الثلاثة ويختصرها في نقلة واحدة هي العمل من أجل مستقبل حافل بالعطاء. نحن مدعوون إذن إلى رسم رؤية مستقبلية واضحة الهدف واقعية المضامين تستند إلى رصيد حضاري عريق وحاضر يملك أسباب القوة والتقدم. ونحن على يقين أن تتبلور في ظل هذين المعطيين - ستثمر عطاء لايحد وتملك من أسباب العزة ما يمكن الأجيال القادمة من العيش الحر الكريم ويحقق مراد الله في أرضه ومعنى الخيرية التي خص بها المجتمع الإسلامي {كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ}. أيها الوطن، لك منا الحب الذي يتعدى العواطف إلى حب يدفعنا للعمل من أجلك لتبقى خالداً ومناراً يقتدي به الآخرون.