حرّكني للكتابة عن هذا الكتاب، الذي سأمرّ به عرضاً، وعنوانه: نحن وفلسطين واليهود، تأليف إسماعيل الخطيب، وقد طبع في تطوان بالمغرب عام 1424ه، ما نشر في صحفنا يوم الجمعة والخميس: 24-25/5/1424ه، تحت عنوان: الموساد - جهاز المخابرات اليهودي - يتعاون مع الإرهابيين، لتهريب الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية.. وهو تقرير إخباري، نقلاً عن مصادر استخباراتية أطلسيّة، وقد جاء في هذا الخبر، ما يبيّن خفايا اليهود ضد المملكة قيادة وشعباً، وحقداً على الإسلام: دين الله الحقّ، وهذا ليس بغريب على اليهود، الذين غضب الله عليهم ولعنهم، وجعل منهم القردة والخنازير، لما لهم من أعمال مشينة منذ فجر التاريخ، فهم شرّ من وطئ الحصى، وأكثر عباد الله كذباً وعناداً، ويعتبرون عدوهم الأول الإسلام. فقد قتلوا أنبياء الله، وقاتلهم نبينا محمد، بعد نقضهم العهود والمواثيق، وهمّهم بقتله عليه الصلاة والسلام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بأن شرّ الناس وأشقاهم، من قتل نبياً، أو قتلة نبيّ. ومع جبنهم وخورهم، فهم يخادعون ولا يهنأ لهم بال إلا بالإضرار بالآخرين، استمع إلى قول الله عز وجل فيهم، وما أكثر ما أبان القرآن الكريم طبائعهم، وكشف عن خفايا نفوسهم، يقول سبحانه{ّقّالّتٌ اليّهٍودٍ يّدٍ اللَّهٌ مّغًلٍولّةِ غٍلَّتً أّيًدٌيهٌمً وّلٍعٌنٍوا بٌمّا قّالٍوا بّلً يّدّاهٍ مّبًسٍوطّتّانٌ يٍنفٌقٍ كّيًفّ يّشّاءٍ وّلّيّزٌيدّنَّ كّثٌيرْا مٌَنًهٍم مَّا أٍنزٌلّ إلّيًكّ مٌن رَّبٌَكّ طٍغًيّانْا وّكٍفًرْا وّأّلًقّيًنّا بّيًنّهٍمٍ العّدّاوّةّ وّالًبّغًضّاءّ إلّى" يّوًمٌ القٌيّامّةٌ كٍلَّمّا أّوًقّدٍوا نّارْا لٌَلًحّرًبٌ أّطًفّأّهّا اللَّهٍ وّيّسًعّوًنّ فٌي الأّرًضٌ فّسّادْا وّاللَّهٍ لا يٍحٌبٍَ المٍفًسٌدٌينّ} [المائدة: 64] . فمن هذه بعض خصالهم السيئة، أخبرنا الله عنهم في كتابه العظيم.. لكي نعرفهم ونحذرهم في كل عصر ومصر. وليس بمستغرب ما نشر عنهم حول المملكة وقيادتها في هذا الخبر الذي نجتزئ منه، جاء في عكاظ يوم الخميس: بأن «الموساد» يتعاون مع جماعات عربية متشدّدة، تقيم في أوروبا لتهريب أسلحة ومتفجرات إلى المملكة، ورجّحت المعلومات التي أوردتها صحيفة: «المحرر العربي»: أن متشدّدين حصلوا على فتوى تجيز هذا التعاون من «أبو قتادة» على الأرجح، وهو مقرّب من أسامة بن لادن. وأن هذه الفتوى سمحت بقيام اتّصال عبر جهات عربية، بين الموساد وهذه الجماعات من أجل التنسيق في محاولة إرباك أمن المملكة. وذكرت المصادر المشار إليها، بأن أرييل شارون رئيس الوزراء اليهودي، ينظر بعدائية متزايدة إلى دور المملكة، ومواقف قيادتها، والمبادرات التي يتعهدها سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، والتي تمنع بقوة عملية التطبيع، ما لم يتحقق سلام فعلي وعادل في فلسطين.أ.ه. وهؤلاء الذين يدّعون الإسلام، عندما يتعاونون مع اليهود أعداء الله، ومن يفتيهم بهذا التعاون، قد حكم القرآن الكريم، بما ينفي عنهم الإيمان، حيث يقول سبحانه: {لا تّجٌدٍ قّوًمْا يٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ وّالًيّوًمٌ الآخٌرٌ يٍوّادٍَونّ مّنً حّادَّ الللَّهّ وّرّسٍولّهٍ وّلّوً كّانٍوا آبّاءّهٍمً أّوً أّبًنّاءّهٍمً أّوً إخًوّانّهٍمً أّوً عّشٌيرّتّهٍمً أٍوًلّئٌكّ كّتّبّ فٌي قٍلٍوبٌهٌمٍ الإيمّانّ وّأّيَّدّهٍم بٌرٍوحُ مٌَنًهٍ وّيٍدًخٌلٍهٍمً جّنَّاتُ تّجًرٌي مٌن تّحًتٌهّا الأّنًهّارٍ خّالٌدٌينّ فٌيهّا رّضٌيّ اللَّهٍ عّنًهٍمً وّرّضٍوا عّنًهٍ أٍوًلّئٌكّ حٌزًبٍ اللَّهٌ أّلا إنَّ حٌزًبّ اللَّهٌ هٍمٍ پًمٍفًلٌحٍونّ} [المجادلة: 22] *، والإيمان والإسلام: متلازمان. فإذا كان نفي الإيمان عمن يوادّ الأقارب المحادّين لله، فما بالك بمن يتعاون ويفتي بالتعاون مع شرّ خلق الله الذين أبان الله جلّ وعلا كفرهم وطبائعهم، وتعمدّهم محاربة الله والكذب عليه جلّ وعلا حتى استحقوا اللعن، وهو الطرد من رحمة الله، لا شك أن هذا العمل لا يرضى به مسلم، لأنه مشين، ومصادم لنصِّ القرآن والسنة. أو الأنكى أن ينبري من لا علم عنده، بالإفتاء بغير ما أنزل الله، حيث أخبر صلى الله عليه وسلم: «بأن أجرأ الناس على الفتوى أجرؤهم على النار» نسأل الله السلامة، حيث بوئ بإثم الفتوى، وإثم من عمل بها إلى يوم القيامة. لا شك أن هذا المنحدر الذي سار فيه من يدّعي الإسلام، يعتبر تخلفاً فكرياً، وتخلفاً في فهم الإسلام، ويأتي في مقدمة هذا التخلف السبب الأول الذي ذكره إسماعيل الخطيب في كتابه هذا وهو: الابتعاد عن العقيدة الصافية النقية، التي جاهد الرسول عليه الصلاة والسلام حقّ الجهاد لتبليغها، وهذا البعد عن عقيدة التوحيد، كما فهمها رسول الحقّ عليه الصلاة والسلام، والجيل الذي تربى في مدرسة النبوّة، هو الذي ساعد على تعدّد أسباب التخلف، التي منها: انتشار الأمية، والجمود الفكري، والعجز والكسل والاستبداد والقهر. لقد كانت دعوة التوحيد هي العامل الأساس في إخراج العرب من التخلف والتبعية، إلى عالم التحرر والتقدم، وهي اليوم القادرة وحدها على إنقاذ المسلمين من واقعهم المتخلِّف، وتخلف المسلمين سببه هذا البعد عن فهم العقيدة وتطبيق مقتفياتها (ص45-46). فمن يجعل نفسه مطيّة يمتطيها أعداء الله وأعداء رسالاته، وجسراً يعبر عليه من حادّ الله، وقتل أنبياءه، إلى قلب الإسلام، واضعاف مكانة دين الحقّ سبحانه، حتى يعلو عليه، هؤلاء الأعداء، لا شك أنه متخلف فكرياً، ومتعلّقاً بأذيال الأعداء، ليخدمهم في طعن الإسلام في الصّميم. إن فساد اليهود الذي نوّهت عنه الآية الكريمة السابقة: لا يحدّ ولا يعدّ، يفسدون بإشعال نار الحرب، ويفسدون باشاعة الفواحش والمنكرات، ويفسدون ببث العداوة بين الدول والشعوب، ويسعون في ابطال الإسلام، فقد سعوا في القضاء على الإسلام في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، وهم اليوم وراء هذه الهجمة الخطيرة على الإسلام فهم الذين يخططون للقضاء على التعليم الإسلامي، وهم الذين يشيعون مصطلحات الإرهاب والتطرف، والأصولية وغير ذلك من المصطلحات المقصود بها الإساءة للإسلام والمسلمين، ومن المؤسف أن الدول الكبرى إنما هي منفذّة لمخططاتهم ولكننا مع كل هذا نرجو الله تعالى أن يتداركنا برحمته، وأن يتولانا بحفظه، وأن يرفع عن أمة الإسلام ما نزل بها، (المصدر السابق ص49)، وأن يعين المسلمين على فهم دينهم فهماً حقيقياً، وأن يبتعد من ركن إلى الاعداء عنهم، حتى لا يطعن أمته بخنجرهم المسموم، فهو سبحانه القادر على ذلك (للحديث صلة). إخراج اليهود من المدينة: ذكر ابن كثير في تفسيره لسورة الحشر، سبب نزولها، فكان مما قال: أنه لما قتل أصحاب بئر معونة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا سبعين، وأفلت منهم عمرو بن أمية الضمري، وفي أثناء الطريق إلى المدينة قتل رجلين من بني عامر، وكان معهما عهد من النبي صلى الله عليه وسلم، وأمان لم يعلم به عمرو، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: «لقد قتلت رجلين لأدينهما»، وكان بين بني عامر وبني النضير حلف وعهد، فخرج صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير ليستعينهم في الدية، وكانت منازلهم ظاهر المدينة على اميال منها شرقيها، للجوار الذي كان عقده صلى الله عليه وسلم لهما، فقالوا له: نعم يا أبا القاسم نعينك على ما أحببت، مما استعنت بنا عليه. ثم خلا بعضهم إلى بعض، فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب جدار، من بيوتهم - فمن رجل يعلو هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب أحدهم، فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقي عليه صخرة - وقيل رحا - ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فيهم: أبوبكر وعمر وعلي رضي الله عنهم، فأتى الخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من السماء، بما أراد القوم، فقام وخرج راجعاً إلى المدينة، فقام أصحابه في طلبه لما أبطأ عليهم، فلقوا رجلاً مقبلاً من المدينة، فسألوه عنه، فقال: رأيته داخلاً المدينة. فلما انتهوا إليه أخبرهم الخبر بما أرادت يهود من الغدر به، وأمر صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لحربهم والمسير إليهم، ثم سار حتى نزل بحصنهم بعد ما تحصّنوا، وقد كان رهط من المنافقين من بني عوف من الخزرج، قد بعثوا لبني النضير، أن اثبتوا وتمنعوا فإنا لن نسلمكم إن قوتلتم قاتلنا معكم وإن اخرجتم خرجنا معكم، لكنهم لم يفعلوا، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فسألوا رسول الله أن يجليهم، ويكف عن دمائهم، على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم، إلا الحلقة وهي السلاح فأجلاهم الرسول إلى الشام أو خيبر ولأن رسول الله قد أخبر أن الجلاء مكتوب عليهم في التوراة. (تفسير ابن كثير 4:290).