قال الجيش الامريكي ان مهاجمين اطلقوا قذائف صاروخية ونيران بنادق آلية على جنود امريكيين في بغداد امس الاثنين فقتلوا واحدا وأصابوا ستة. وجاء الهجوم بعد يوم من اول اجتماع لمجلس الحكم الذي يضم زعماء محليين وتأمل الولاياتالمتحدة ان يقلل الاستياء تجاه احتلالها للعراق. وتتعرض القوات الامريكية لهجمات كثيرة في عراق ما بعد الحرب. ويستعد الضباط لتصاعد الهجمات هذا الاسبوع في ذكرى مناسبات مرتبطة بالرئيس العراقي المخلوع وحزب البعث. وقال متحدث عسكري امريكي ان قافلة عربات عسكرية تعرضت لهجوم في منطقة المنصور نحو الساعة السادسة صباحا «0200 بتوقيت جرينتش»، ونقل المصابون إلى مستشفى عسكري. وذكر شهود ان سيارة اصيبت بقذيفة صاروخية بينما اطلقت نيران بنادق آلية على سيارة اخرى. وفتش عشرات من الجنود الامريكيين المنطقة بينما حلقت طائرات هليكوبتر في الاجواء، وعثر الجنود اثناء تفتيش منزل مهجور بالمنطقة على بندقية آلية خفيفة ربما استخدمت في الهجوم. وافاد شهود ان جنديا امريكيا واحدا على الاقل اصيب في هجوم منفصل بعد ذلك بنحو ساعتين قرب مطار بغداد حين اصابت قذيفة صاروخية سيارته العسكرية. وقتل 32 جنديا امريكيا في العراق منذ أعلن الرئيس جورج بوش انتهاء العمليات القتالية الرئيسية يوم اول مايو ايار. وقتل واصيب عراقيون يتعاونون مع المحتلين في الهجمات وادى انفجار قنبلة امس الاول لمقتل عراقي قرب مركز للشرطة ولقي شرطي عراقي ايضا حتفه حين اطلقت نيران على دوريته بينما كانت تحاول مساعدة قوات امريكية تعرضت لهجوم عند نقطة تفتيش. وتلقي القوات الامريكية باللوم عن الهجمات على موالين لصدام حسين إلا ان كثيرا من العراقيين يعبرون عن الاحباط لما يقولون انه بطء عملية إعادة الحكم إلى العراقيين وإعادة اعمار البلاد التي عصفت بها الحرب. وقالت جماعة تطلق على نفسها «الحركة الاسلامية المسلحة للقاعدة فرع الفلوجة» في شريط تسجيل صوتي أذاعته محطة تلفزيون العربية ومقرها دبي انها مسؤولة عن الهجمات على القوات الامريكية في العراق وحذّرت من مزيد من اراقة الدماء. ولم تقدم الجماعة التي لم يسمع بها من قبل دليلا يدعم زعمها، والفلوجة بلدة غربي بغداد تعرضت القوات الامريكية لهجمات متكررة فيها. وقال الجيش الامريكي انه اعتقل 80 شخصا وصادر اسلحة في عملية بدأها مساء السبت شمالي بغداد لمنع الهجمات في فترة ذكرى مناسبات وطنية واخرى مرتبطة بصدام. وتحل اليوم الرابع عشر من يوليو تموز ذكرى انقلاب عام 1958 ضد ملكية كانت تدعمها بريطانيا بينما يوافق يوم 17 يوليو ذكرى ثورة حزب البعث عام 1968 واما يوم 16 يوليو فيوافق ذكرى تولي صدام السلطة عام 1979. وكان اول قرار لمجلس الحكم الجديد الغاء العطلات المرتبطة بصدام وحزبه واعتبار يوم سقوطه في التاسع من ابريل نيسان عطلة عامة. ويواجه المجلس تحدي اقناع العراقيين العاديين بأنه يمكن ان يمثلهم، ويتألف المجلس من 13 شيعيا وخمسة من السنّة بالاضافة إلى خمسة من الاكراد ومسيحي وتركماني بما يعكس التركيبة الطائفية والعرقية في العراق. ويقول المسؤولون الامريكيون ان المجلس يمثل خطوة اولى تجاه الديمقراطية في العراق، وتتضمن الخطوات التالية وضع دستور جديد يتم اقراره من خلال استفتاء كما ستجرى انتخابات حرة. من جهة اخرى اعلن عدد من المسؤولين والمواطنين العراقيين ان تشكيل مجلس الحكم الانتقالي هو «خطوة في الطريق الصحيح، إلا انه لا يمثل طموحات العراقيين». وقالوا «لا يمكن للطوائف ان تكون مرتاحة تماما. واضافوا قائلين «ليست لدينا اليوم اي انتقادات تجاه اعضاء مجلس الحكم الخمسة والعشرين، ولكن يجب ألا ينسى هؤلاء انهم يعملون من اجل مصلحة العراق وان يعينوا الوزراء على هذا الاساس لا من اجل خدمة مصالحهم الشخصية». واعربوا عن أملهم بألا يحصل خلاف على تعيين المسؤولين عن الوزارات، مشددا على اهمية هذه الخطوة في «استئناف الخدمات العامة والنشاط الاقتصادي وعودة الموظفين واطلاق اعادة الاعمار».