قتل ما لايقل عن 17 عراقيا في غضون الساعات الاربع والعشرين الاخيرة غالبيتهم برصاص الجيش الامريكي خلال هجمات او تظاهرات تأييد لصدام حسين في المنطقة السنية القريبة من بغداد. واعلنت متحدثة عسكرية امريكية ان القوات الامريكية قتلت ما وصفته 11 مهاجما حاولوا نصب كمين لها في مدينة سامراء غرب بغداد. وقالت إنه تم احباط كمين كبير في المدينة التي تقع على بعد 125 كلم شمال غرب بغداد مساء الاثنين. وافاد بيان عسكري ان القوات الامريكية لم تتكبد خسائر، موضحة ان سقوط 11 قتيلا من المهاجمين اكده قائد ميداني. واوضح البيان ان السكان قاموا بنقل الجثث. واعلن الجيش الامريكي انه قتل عراقيين اثنين في الرمادي مساء الاثنين خلال تظاهرة تأييد لصدام. كما قتل عراقيان بالرصاص في مدينة الفلوجة الواقعة بين الرمادي وبغداد حسبما افادت الشرطة العراقية. وسارت تظاهرات عنيفة مؤيدة للرئيس المعتقل في المدينتين حيث هوجمت مبان حكومية وتم اضرام النار في محتوياتها. كما تظاهر نحو 250 طالبا أمام مدرسة تكريت صباح امس. وفي كركوك، ذكرت الشرطة ان القوات الامريكية قتلت بالرصاص رجلا عراقيا واصابت اخر بجروح في حادثين منفصلين قرب المدينة النفطية على بعد حوالي 250 كلم شمالي بغداد. وفي الموصل، اعلن مصدر أمني ان شرطيا قتل واصيب اخر بجروح بالغة في اطلاق نار اثر تظاهرة تأييد لصدام شارك فيها نحو الف طالب. وقال الملازم احمد شهاب قتل شرطي واصيب اخر بجروح امام بوابة الجامعة بايدي مجهولين اطلقوا النار من سيارة قدمت مسرعة. من جهته، افاد الملازم عبد الله عبد الله ان اربعة من عناصر وحدة حماية المنشآت التي شكلت إثر الاطاحة بنظام صدام، اصيبوا بجروح بعد رشقهم بالحجارة. ودمر المتظاهرون سيارتين. وحصلت المواجهات اثر تفريق تظاهرة طلابية دعما لصدام وللتنديد بالاحتلال الامريكي. واخيرا، اصيب ثلاثة جنود امريكيين بجروح أمس بعد انفجار عبوة ناسفة لدى مرور سيارتهم على احد الطرق في تكريت، وفقا لمصادر عسكرية. واكد مسؤول في دائرة الاتصالات لوكالة فرانس برس ان انفجارا لعبوة ناسفة بالقرب من احد الجسور جنوب مدينة كركوك (255 كلم شمال شرق بغداد) ادى الى قطع الاتصالات الهاتفية بين هذه المدينة والعاصمة العراقية بغداد بعد ظهر أمس. وقال المهندس عادل عبد الله المدير العام للاتصالات والبريد في كركوك ان مجهولين كانوا قد زرعوا العبوة بشكل دقيق على عقدة الخطوط الضوئية التي ترتبط مع بغداد وتسهم في تأمين الاف المكالمات الهاتفية. واضاف عبد الله ان هذا الهجوم هو الهجوم الخامس والعشرون من عمليات التخريب التي استهدفت خطوط الاتصالات بين المحافظات. واكد المسؤول العراقي ان الفرق الهندسية والفنية باشرت لاعادة ربط هذا الخط داعيا المواطنين الى المساهمة في حماية الخطوط الضوئية التي تعتبر ظاهرة حضارية متطورة. وساد التوتر والغضب أمس مدينة الفلوجة التي انتشرت فيها قوات الاحتلال ظهرا لمدة ساعة، حيث قامت بقطع الطرقات وتفتيش منازل في البلدة تعرض اثرها الجنود الامريكيون لهجومين لم يسفرا عن اصابات كما افادت مراسلة فرانس برس. وفيما لم يغب هدير المقاتلات الامريكية عن اجواء الفلوجة يقول سليم (22 عاما) بصوت غاضب وهو يحدق بالطائرات الحربية التي تحلق على علو متوسط يعتقدون ان طيرانهم يخيفنا. صحيح انهم اعتقلوا صدام حسين لكننا نستمر في تحدينا لهم ليس دفاعا عنه وانما صون لشرف الاسلام. ظهر الثلاثاء انتشرت الاليات الامريكية بكثافة حول مقر القائمقامية ومجلس شيوخ العشائر ومركز الشرطة في الفلوجة وهي المراكز التي استهدفتها (الاثنين) هجمات المتظاهرين تأييدا للرئيس العراقي السابق بعد تردد اشاعات تنفي وقوعه في اسر القوات الامريكية. اكبر تواجد للقوات الامريكية كان حول مركز الشرطة الذي انتشرت على سطح مبناه عناصر للمراقبة فيما قطعت ثماني آليات عسكرية امريكية الطرقات المؤدية اليه التي انتشر فيها عشرات من جنود المشاة قاموا بتفتيش عدد من المنازل دون اعتقال اي عنصر. وساد جو من التوتر الاحياء التي انتشرت فيها القوات الامريكية فيما كانت المروحيات تحلق على علو منخفض جدا فوق المنازل وسط هدير المقاتلات الحربية. وعبر مكبر للصوت منصوب على سيارة عسكرية امريكية وجهت القوات الامريكية نداء بالعربية يدعو اهالي الفلوجة الى عدم تصديق الشائعات والابتعاد عن قوات التحالف. وجاء في النداء يا أهالي الفلوجة لا تصدقوا الشائعات بان الذي وقع في الاسر ليس صدام حسين وانما شبيه له. صدام حسين اعتقل وحزب البعث انتهى. عودوا الى منازلكم والزموا الهدوء وابتعدوا عن قوات التحالف حفاظا على امنكم. يقول نبيل محمود وهو بائع خضار: معسكراتهم خارج الفلوجة فماذا يفعلون داخل المدينة؟ سواء اعتقلوا صدام أم لم يعتقلوه سنستمر في الهجمات عليهم كما دخلوها. نحن مسلمون ولنا حرماتنا. بنبرة يشوبها التحدي يقول صلاح محمد الذي يملك محلا تجاريا قريبا من مقر الشرطة لا يتجاسرون على الانتشار هكذا ليلا لاننا نستهدفهم بسهولة بدون ان نؤذي الاهالي. ينتشرون نهارا ليحتموا بالمدنيين. وغادرت القوات الامريكية الفلوجة بعد انتشار استمر ساعة واحدة فيما تجمع الاهالي بالعشرات امام المحلات وعند المفترقات يراقبون بغضب وصمت انسحاب الاليات. وما ان خرجت القوات الامريكية من الفلوجة حتى اطلق مجهولون قذيفة ار بي جي على قطار يحمل بضائع. واصابت القذيفة الصاروخية احدى المقطورات ودمرت جزءا منها وفق مراسل وكالة فرانس برس. ونجح بعض الصبية في أخذ صناديق من البيبسي كولا قبل انتشار القوات الامريكية قرب القطار الذي توقف على بعد كلم واحد من محطة الفلوجة. ثم جاءت قاطرة واعادته الى المحطة تحت حماية القوات الامريكية. كما اطلق مجهولون قذيفة ار بي جي بعد ظهر الثلاثاء باتجاه مروحية امريكية كانت تحلق على علو منخفض في محيط محطة سكك حديد الفلوجة بدون ان يصيبوها وفق ما اكد شاهدا عيان هما سمير مشرف وعدنان جاسم. على الاثر اطلقت مدرعة امريكية متوقفة قرب المحطة نيران رشاشاتها الثقيلة على المنزل المواجه مما ادى الى احتراق احد المنازل والى تضرر واجهة منزل اخر كما افاد مراسل فرانس برس. وكانت موجة فرح عارم قد سادت الفلوجة اثر تردد شائعة تفيد بان الرجل الذي اسرته القوات الامريكية ليس صدام حسين. وحتى رجال الشرطة الذين كانوا يحرسون مبنى البلدية شاركوا في اطلاق الرصاص في الهواء بينما وزعت قطع الحلوى وقام بعض وجهاء المدينة بذبح الخراف. وفي تكريت معقل صدام حسين، نشر الجيش الاميركي أمس مئات الجنود تدعمهم دبابات في وسط المدينة، وفق مراسل فرانس برس. ودخل حوالى 300 جندي من الفوج 122 في فرقة المشاة الرابعة تدعمهم حوالى ثلاثين دبابة ومدرعة من نوع برادلي الى المدينة فيما حلقت فوقها مروحيتان هجوميتان. وقال اللفتنانت كولونيل ستيفن راسل للصحافيين كان سلوك معين يتعمم بين السكان، سلوك متغطرس، في تلميح الى الدعم الذي عبر عنه سكان تكريت لصدام حسين بعد ان اعتقلته القوات الامريكية السبت. وقال الضابط الاميركي يجب ان نذكرهم بان حكومتهم ستسهر بدعم قوات التحالف على الحفاظ على الأمن في المدينة. لذلك انتشرنا. وتجمع العراقيون في الشوارع وخرجوا الى نوافذهم لمشاهدة الجنود. وتوقفت مدرعة فجأة وترجل منها جنود مهرولين قبل ان يتخذوا وضعية قتال مصوبين بنادقهم نحو الحشود قبل ان ينسحبوا. واكد اللفتنانت كولونيل راسل حصول اربع تظاهرات في تكريت، وصفها بانها غير ناجحة. وحظرت تظاهرات الاحتجاج في تكريت، غير ان الصحافيين شاهدوا تجمعين طلابيين في اليومين الماضيين دعما لصدام حسين الذي قبض عليه في مخبأ تحت الارض جنوب تكريت على مسافة اكثر من 150 كلم شمال بغداد.