قرأت على صفحات محليات الأربعاء 11/4/1424ه العدد 11213 مقالة كاتبنا (عبدالرحمن العشماوي) في زاوية (دفق قلم) عنوانها (ابتسموا لهم) ولقد تأثرت كثيراً ليس للكم الذي سطر ولكن ذلك كان من خلال المعاني المؤثرة التي تكبح في موضوع كهذا نحن أبعد ما نكون عنه والتفكير فيه بذلك العمق الهادف.. وتأكيداً لما سطرته هذه الأنامل أضيف إلى مفردات أستاذنا هذه العبارات التالية التي فرضت نفسها، وأبت إلا أن تنادي من يستوعبها فيكون خير مطبق وممارس لها، ولكي اختصر أقول جازمة إن تواجد الأبناء داخل كيان الأسرة يعني أموراً مهمة أولها استطاعة كل فرد أن ينتمي ويتكيف بجدية تامة لهذه الأسرة، وأن يزرع بذهنه وفكره أهمية ممارسة حياته بين بقية أفراد الأسرة، ومدى قيمة التفاعل وأشراك أخذ القرارات والرأي، وتبادل المقترحات المختلفة، وتوزيع المسؤوليات واعطاء الفرصة التي تهيئ لكل ابن وابنه، الإبداع والحرية التي توصل إلى اكتشاف ولو كان بسيطاً في شأن يهم الأسرة، أو ناحية تغطي مجالاً للتطور في ممارسات مختلفة مجدية تناسب الجنس والعقل والإمكانات المهارية والذهنية، فالضغوط الموجودة داخل الأسر والتي تأخذ أشكالاً مختلفة كالحرمان غير المجدي.. والضرب، حين تخطىء في وقته وأسلوبه.. جميعها أساليب لا تعطي للحسن أو الفكر شيئاً للوجود، بل ربما هناك نماذج من الأبناء قضت عليهم هذه الطرق الجوفاء.. وسلبت معنوياتهم وقتلت الثقة لديهم وعلى الآباء ألا ينظروا لسن أبنائهم، فالاحتمال أن لديه الكثير مما نجهله ويكون ليس له علاقة بعمرهم، فالعمر العقلي كثيراً لا يتفق مع العمر الزمني للفرد. فعلى الأسرة فتح المجال للإبداع.. وخلق الدوافع الجادة ليتوصل إلى ما لديه.. مع التوجيه إن احتاج الأمر.. فمسألة اشغال الأبناء هي عظيمة جداً لا يفكر في ايجابياتها إلا البعض.. والمبتدئ بها قد ييئس.. و،لكن حين نعطي هذه الأمور جدية أكثر وتفاعلاً حياً، سنصل إلى معنى راق ونموذج مقصود وعلينا أن نتنبه إلى عنصر رئيسي أهملته كثير من الأسر، ألا وهو اتاحة الفرصة الواسعة وغير المراقبة.. للأبناء كي يكونوا على اتصال بالعالم الخارجي باختلاف مستوياته كالشارع، والفضائيات، اصدقاء الصدفة، كل ذلك وغيره إن حصل بالطريقة الخاطئة، فإن المساعي ستكون فارغة ورجعية ومردودها عكسيا.. تظل فيه الأسرة مستقبلاً نادمة وعاجزة عن التهيئة من جديد. ولا يفوتني هنا أن أقول موجزة إن ابناءنا أمانة ومسؤولية صعبة.. لا نستطيع أن نحصل على نتاجها الفذ الرائع إلاحين نصوغ تربيتهم وشملهم بعاطفة لا تقف عند حد ولا تعني التذليل حتى الخطأ.... وعلينا أن نعمل بروح الإيمان في تربية نشئنا معتمدين على أن الله لا يخذل من والاه.. ولنتذكر أن أبناءنا بين أيدينا وخطاهم أمامنا وسلوكياتهم ندركها متى ما أحسسنا بوجودهم الفعلي معنا.. أتمنى أن نسايرهم في لحظاتهم وأن نكبر معهم ولا ننسى تقبيلهم بحنان، فليس للمشاعر ثمن أو للعاطفة ميزان أو حد معهم.. ودمتم لأبنائكم.