بذلت إدارة بوش جهودا شاقة لكسب تأييد دولي لمنع إيران من إنتاج أسلحة ذرية لكن استراتيجيتها الأوسع نطاقا تجاه طهران لم تتشكل بعد. وتظهر الآن خلافات قائمة منذ وقت طويل بين مساعدي الرئيس جورج بوش حول العراق وكوريا الشمالية في الموقف تجاه إيران العضو الثالث فيما أسماه بوش«محور الشر». لا يوجد حديث جاد حول غزو أمريكي خاصة وأن القوات الأمريكية منتشرة الآن في العراق وأفغانستان ولكن يحتدم النقاش حول ما إذا كان يجب على واشنطن الحوارمع الزعماء المتشددين في طهران أم تشجيع الإطاحة بهم. قال كينيث كاتزمان خبير شؤون الشرق الأوسط بمكتبة قسم الأبحاث بالكونجرس «أعتقد أن إدارة بوش تركز على الرأي القائل بأنه يجب عدم السماح لإيران بامتلاك قدرات لإنتاج أسلحة نووية... ولكن هناك مناقشات حول أهداف أبعد من ذلك خاصة فكرة تغيير نظام الحكم». وتزايد قلق الولاياتالمتحدة من طموحات إيران النووية خاصة بعد مزاعم تشير إلى الإسراع في امتلاك هذه القدرات لدرجة أن البعض يرى أن طهران تستطيع إنتاج هذا النوع من الأسلحة في غضون ثلاث سنوات. يضاف إلى هذا قلق الولاياتالمتحدة من تأييد إيران للجماعات المعارضة لعملية السلام العربية/الاسرائيلية. وترديدا لقلق واشنطن حثت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاتحاد الأوروبي وروسيا طهران على السماح للمفتشين بإجراء معاينة للكشف عما إذا كان برنامجها النووي لأغراض سلمية فقط أو قناعا لإنتاج أسلحة. وباحتدام مظاهرات معادية للحكومة في إيران يأمل مسؤولون أمريكيون بأن الغضب من عدم إحراز تقدم باتجاه الإصلاحات التي وعد بها الرئيس محمد خاتمي الذي تم انتخابه كمصلح أن تشعل هذه الاحتجاجات شرارة ثورة مثل تلك التي أطاحت بالشاه المدعوم من الولاياتالمتحدة في 1979. وقد يرحب المسؤولون الأمريكيون بحكومة جديدة في طهران ولكنهم لم يدعوا إلى تغيير النظام بالقوة، وأشعلت شرارة القلاقل الأخيرة مجموعات طلابية صغيرة احتجاجا على خصخصة الجامعات ولكنها اتسعت عندما تدفق آخرون على جامعة طهران بعد نداءات من قنوات تلفزيونية فضائية للمعارضة الإيرانية مقرها الولاياتالمتحدة. قال مايكل ليدن من معهد أمريكان انتربرايز القريب من الإدارة الأمريكية إن إيران الآن في مرحلة حاسمة، وأضاف في حديث بالهاتف «لأول مرة منذ 1999 نرى عددا كبيرا من المتظاهرين الإيرانيين في الشوارع ويعرضون أنفسهم للمخاطر ويطالبون بالتحول إلى الديمقراطية» ليس فقط في طهران ولكن في مدن أخرى. ولكن خبراء آخرين يشكون في أن المظاهرات تعكس تغييرا حقيقيا في توجهات السياسة الإيرانية. وقال كاتزمان «حتى الذين قاموا بالمظاهرات لم يتظاهروا طلبا لتغيير الحكومة ولكن لكي يتوخوا الاعتدال». ووصفت جوديث يافي من جامعة الدفاع القومي في واشنطن المظاهرات بأنها تحمل «مغزى كبيرا» ولكنها قالت إن تدخل أمريكا الملومة بالتحريض على المظاهرات يضر قضية الديمقراطية. وأيد بوش المظاهرات وقال إنها خطوة إيجابية نحو الحرية في إيران. ولكن آخرين يريدون أكثر من مجرد التأييد، وقال باتريك كلوسون من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط إنه بعد تأخير القرار عدة مرات يجب الآن اتخاذ سياسة حاسمة تجاه إيران. وأضاف أنه بجانب تأييد التغيير الديمقراطي يجب أن تشمل السياسة تجاه إيران تمويل مزيد من البث التلفزيوني داخل إيران وعرض إسقاط العقوبات الأمريكية إذا ألغت طهران برنامجها النووي.