شكك البيت الأبيض بمستقبل المفاوضات مع طهران في شأن ملفها النووي، بعد فوز محمود أحمدي نجاد بالرئاسة الايرانية، في وقت استبعد منسق الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، تغييراً فورياً في سياسة الاتحاد اعتماد الحوار مع ايران. راجع ص8 واعلن الرئيس جورج بوش بعد لقائه أمس المستشار الالماني غيرهارد شرودر، انه لا يمكن القبول بامتلاك ايران سلاحاً نووياً، أو وسائل صنعه، لكنه جدد دعم ادارته الجهود الأوروبية لإقناع طهران بعدم السعي الى امتلاك ذلك السلاح. وأكد ان الولاياتالمتحدة لا تعارض"انضمام اي دولة"الى عضوية مجلس الأمن، في اشارة الى تأييد منح المانيا مقعداً في المجلس. واتفق الرئيس الاميركي والمستشار الالماني على استمرار"الموقف الحازم"تجاه ايران، فيما رفض بوش ضمنا اقتراحا ألمانيا بالسماح لإيران بمواصلة تطوير برنامجها النووي، شرط تقديمها ضمانات، يمكن التحقق منها بأن التكنولوجيا النووية لن تستخدم لأغراض عسكرية. وقال الرئيس الاميركي:"لا تغيير في رسالتنا الواضحة الى ايران، وهي انه ليس مسموحا لها بأن تطور سلاحا نووياً"، لكنه لم يعترض على استئناف مفاوضات الترويكا الاوروبية مع ايران، مشيراً الى ان الانتخابات الرئاسية الايرانية"لم تكن حرة ونزيهة... إذ لا يمكن ان تكون حرة ونزيهة عندما يقرر الحكام من يحق له الترشح ومن ليس له الحق". وكان شرودر استبق محادثاته مع بوش بإقتراح اشار فيه الى انه"ليس بالإمكان منع ايران من تطوير برنامج نووي لأغراض سلمية"، ملمحا الى إمكان اكتفاء اوروبا وواشنطن بالتحقق من برنامج سلمي. وحذر من ان أي عقوبات على طهران قد تلحق أضراراً أشد بالغرب، في إشارة الى اسعار النفط. واتفق الجانبان الاميركي والالماني على ان عراقا ديموقراطيا ومستقرا يخدم المصالح الاميركية والاوروبية ويؤسس للسلام في الشرق الاوسط. واعتبر بوش ان المسار السياسي يتقدم على المسار الامني في العراق. وقال ناطق باسم الخارجية الاميركية ان شرودر عرض مع بوش خطط المانيا للمساهمة في اعمار العراق، وبخاصة تدريب القوات العراقية، فضلا عن اقتراحات لإصلاح الاممالمتحدة واعادة تشكيل مجلس الامن بحيث تصبح المانيا عضوا دائما فيه. وكان الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان اكد ان واشنطن"تواصل دعم جهود الدول الأوروبية الثلاث"بريطانيا وفرنسا والمانيا في التفاوض مع ايران في شأن الملف النووي. وأضاف:"سنرى ما سيحصل في المفاوضات، ولدينا ما يبرر شكوكنا، ويبقى ان نعرف النيات الحقيقية للمجموعة الصغيرة من الشخصيات غير المنتخبة التي تقود ايران"بعد الانتخابات. جاء ذلك في وقت أفادت صحيفة"واشنطن بوست"ان الادارة الاميركية اعدت خطة لتجميد أصول شركات تتعامل مع جهات في ايران وكوريا الشمالية وسورية، وتعتبر ضالعة في برامج التسلح. وتأتي الخطة في مرسوم ينتظر ان يوقعه بوش قبل مشاركته في قمة الثماني السبت المقبل.