في الدور الثالث «قسم الجراحة» بمستشفى النور بمكةالمكرمة يرقد عدد من المصابين من رجال الأمن والمواطنين وقد توافد على القسم عدد كبير من الزوار للاطمئنان على صحتهم. قال أحد العاملين في المستشفى إنه لم ير طوال عمله منذ سنوات زواراً بهذه الكثافة. المداخل المؤدية إلى عمارة العطاس بحي الخالدية بقيت محاطة برجال الأمن حتى مساء الأحد وتم منع الدخول أو الاقتراب منها فيما يتم التأكد من هويات من كان يريد مغادرة المنطقة. وجدت سيارة «كاديلاك» بالقرب من العمارة التي كان يقطنها الإرهابيون محترقة تماماً كما وجدت سيارة من نوع جمس صالون على بعد أمتار من الموقع مهشمة نتيجة لطلقات نار بالقرب من مدخل الحي. كما شوهد وجود طلقات نارية على جدران بعض المباني المجاورة من العمارة وكذلك بعض سيارات السكان حيث أفاد شهود عيان أن الإرهابيون كانوا يطلقون النار بشكل عشوائي في الأنحاء القريبة من الموقع. أحد سكان الحي قال لنا إنه عاش وأبناءه ليلة مرعبة يوم السبت الماضي لم يكن يتوقعها ولن ينساها هو وأطفاله وقال إنه يخشى على أطفاله مستقبلاً أن تؤثر تلك الليلة المرعبة على نفسيتهم من هؤلاء الإرهابيين الذين روعوا الآمنين المسلمين أطفالاً ونساء وشيوخاً في أطهر بقاع الأرض. خلال تواجدنا في مستشفى النور بمكةالمكرمة عصر الأحد وصلت لقسم الطوارئ بالمستشفى ثلاث سيارات إسعاف تباعاً تحمل كل واحدة منهما أحد الإرهابيين المصابين الذين تم القبض عليهم في حادثة الشميسي عصر الأحد. بدأت الحركة في شوارع مكةالمكرمة يوم الأحد اعتيادية وكأن شيئاً لم يكن فالأسواق تزدحم بالمتسوقين وبجوار المسجد الحرام كانت القلوب آمنة مطمئنة والثقة في رجال الأمن كبيرة لقمع هؤلاء الإرهابيين الذين أرادوا زعزعة أطهر بقاع الأرض.