«إن دور الشاعر في المجتمع الإسلامي دور عظيم إذا نهض بواجباته نحو دينه ونحو بلاده وأمته». بهذه الكلمة الملكية السامية من جلالة الفيصل.. زين الشاعر الألمعي الأستاذ فؤاد شاكر غلاف ديوانه الرائع - وحي الفؤاد - في طبعته الثالثة. سفر قيم وديوان شعر مضمخ.. انتظمت قصائده عقداً تحلى به جيد أدب العصر.. قريحة شاعر أصيل ما يزيده ان قيل شاعر المليك إلا فخراً واعتزازاً فما بالك إذا كان هذا المليك أمام المسلمين وصمصامة العرب وسيد الجزيرة دون منازع.. ومثل هذا الكنز الثمين يليق به الإهداء إلى حضرة صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز.. ولئن كانت طليعته اعجاباً من أئمة الشعر ورواد الأدب فلا غرو أن يكون تقديمه بقلم الأديب المؤمن معالي الأستاذ حسن بن عبدالله آل الشيخ وزير المعارف. فيما هو يرى الشعر الرصين في مفهومه لوناً من ألوان التعبير الصادق.. يحمل في طياته العبرة والحكمة والصدق. أما خواطر الأستاذ حسن الكتبي عن الديوان فهي صفحات لامعة صال فيها منشؤها وتجول وحلق في أجواء أبهائها وتأمل. وكم غاب في خياله بعيداً وتجول.. ومن حقه أن يفعل ذلك، فليس لتجاذب الإلهام والجمال مكان ولا زمان فجاء تقريظه كتاباً في ذاته حوى من الشواهد والأدب المقارن الشيء الكثير.. وحي الفؤاد.. ثروة غزيرة من نتاج الفكر وثمرة الإخلاص، ما تغريك خريدة من قصائده ساعة تأخذ بلبك على الانصراف عن سابقتها ولاحقتها.. فكلها نسيج من السحر ملتحم. سجل حافل خالد لبطولات القائد المظفر الملك الإمام المؤسس جلالة المغفور له عبدالعزيز آل سعود، ومرآة صادقة في مروياتها لمفاخره ومآثره ومناسباته ومواقفه وأمجاده كل هذا إلى جانب المنوعات العديدة من الأحداث التاريخية المعاصرة التي خلدتها يراعة الشاعر المجيد، وتنقله بين العواصم والأمصار ومعارضاته ومساجلاته وأناشيده وتهنئاته ودموعه ومراثيه وملاحمه. أما في ميدان العروبة وتكريم رجالها، وسوح الجهاد والدعوة إلى المبادىء الإسلامية فإنه كما وصفه شاعر فلسطين المرحوم الأستاذ أبو الاقبال اليعقوبي: شاعر غير أنه لا يجارى وجملة القول ان كلمة موجزة مثل هذه لا تفي الديوان حقه من التقدير والاعجاب.. فما تضمنه من ثروة ضخمة جمعت فلول الأديب من سائر نواحيها وتجاوزت آفاق المطالع الشعرية المعروفة فناً ولغة وسبكاً، تستوعب في وصفها كتاباً لا يقل سعة عن سعته، ولعل في دراسة قابلة مستفيضة له عودة وتعقيباً. شكراً للأستاذ الشاعر على هديته.. ونرجو لديوانه التقدير وما يستحقه من حسن الاهتمام والتفات المعنيين من عشاق الأدب الرفيع والتاريخ الزاهر.