الطبيعة إحدى أهم محفزات الشعر واستنطاق مكنوناته الجميلة، ومنطقة الباحة بجماليات طبيعتها جبال وغابات وأودية، كانت سبباً في بروز عدد من الشعراء ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل تجاوزتها إلى المحيط العربي، ومن الشعراء المبرزين: علي الدميني، أحمد قران، حسن الزهراني، سعيد عطية الغامدي، صالح بن سعيد الزهراني، محمد خضر، عبدالرحمن سابي، صالح الهنيدي وغيرهم أسماء لها الحضور البارز والمتميز. وحين أقر أدبي الباحة جائزته الثقافية عن الأجناس الأدبية ليكون الشعر مفتاح الإبداع فإن ذلك يأتي من منطلقات عدة أولها: إبراز قيمة الشعر وجمالياته وألقه وتأثيره في النفوس وهذا ليس بجديد، فالشعر ديوان العرب، وكانت العرب تتبارى على أديم سوق عكاظ، ويأتي المحكمون، من أفذاذ اللغة لإعطاء كل شاعر حقه، ومكانته التي يستحقها وتسري القصائد على ألسنة مرتادي السوق لتصل إلى الدائرة الأوسع الجزيرة العربية. أما المنطلق الثاني: هو إبراز الشعراء أنفسهم، فهم المجيدون للشعر، فتكريم الشعر يعني تكريم الشعراء جميعاً ويأتي التكريم من خلال قراءة شعره قراءة متأنية من قبل المتخصصين في النقد والأدب، باستجلاء جماليات الشعر وما يحويه من وهج وإبداع، وبالفعل ما أن تم الإعلان عن الجائزة حتى جاءت الاتصالات من عدد من النقاد البارزين للبحث عن دواوين شعراء منطقة الباحة، وشاركوا بدراسات نقدية ذات قيمة أدبية ونقدية تسهم في إثراء المشهد الثقافي. أما السبب الثالث: هو المكان - إذ إن الباحة عروس السراة تستقطب الشعراء البارزين من الداخل والخارج من أجل احتفالية تليق بالشعر ومكانته حيث تم تخصيص أمسيات وأصبوحات شعرية ليشارك كل شاعر بأروع القصيد، هنا تتحول الباحة إلى قصيدة شعرية مضمخة بأريج كأدي ذي عين وورود الباحة، فالطبيعة اللافتة والمثيرة سوف تفتح قريحة الشعراء ليقولوا عنها شعراً، وتلك ورب الكعبة كواحدة من الأهداف الجليلة للجائزة، إذ يمكن جمع تلك الدرر التي نسجها الشعراء في ديوان كأجمل ما قيل شعراً عن الباحة. أدبي الباحة قدم جائزته الثقافية، لتنعطف بوصلة الإبداع نحوها - هذه المنطقة الصغيرة في مساحتها الآسرة في مناخها الرائعة في طبيعتها، الكبيرة في أهلها - رجالاً ونساء فهل تجد دعماً من الميسورين من أهلها وهم كثر لتستمر الجائزة كواحدة من الجوائز ذات القيمة الثقافية جنباً إلى جنب مع الجوائز الأخرى على مستوى وطننا الغالي. * نائب رئيس النادي الأدبي بالباحة