تعليقاً على المواضيع المطروحة في الجزيرة فيما يتعلق بالتربية والتعليم فهذا نداء عاجل الى معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد ومعالي وزير المياه والكهرباء الدكتور غازي القصيبي احملكم ما يحدث لزملائي الطلاب في مدرسة المدينة الابتدائية بحي السويدي في الرياض وعبر هذه الصفحة اناشدكم التدخل السريع لحل الازمة واليكم تفاصيل ما يحدث منذ سنوات وحتى الآن: عندما ألحقني والدي بالمدرسة المجاورة لبيتنا لم انتظم في الايام الاولى من الدراسة وكل صباح انخرط في سلسلة لا تنتهي من البكاء الطويل كان ابي والمعلمون يظنون ان هذا امر طبيعي يمر على غالبية الصغار حيث يفارقون بيوتهم قرابة الخمس ساعات وهذا ظن صحيح عند بعضهم لكنه لم يكن لدي هذا الشعور بهذا الحجم بل ان سبب بكائي يكمن في ان اخوتي الاكبر مني قد سبقوني الى المدرسة وعرفت من خلالهم كل شيء عنها عرفت من سحنات وجوههم صباح مساء انهم ليسوا سعداء وكفى!! اتذكر عام التحاقي بالصف الاول كنت في الشهر الخامس من العام 1418ه وقتها يبدو ان جميع الوزراء الجدد قد باشروا مهامهم كل في وزارته.ومنهم انت يا والدي محمد الرشيد فاسمح لي بعد ان جدد لك ولاة الامر منصبك في الوزارة بعد تغيير مسماها الى التربية والتعليم وبعد ان تخرجت انا في هذه المدرسة «الكئيبة» ان اروي لك معاناتي من الالف الى الياء. للاسف ان مدرستي عبارة عن مبنى حكومي يقال انه «حديث» اقتطع منه مركز الاشراف التربوي كامل الكعكة فلم يبق للطلاب منه الا النزر اليسير حيث اغلقت المداخل وفي حال نشوب حريق لن نستطيع الهروب سوى من المخرج الرئيس الذي يبلغ عرض سلمه متراً واحداً، حيث سيتدافع منه طلاب الدور العلوي البالغ عددهم 300 طالب!! وفي هذه المدرسة فناء فسيح للركض واللعب يعرف في اوساطنا معشر الطلاب «الملعب الترابي» يتحول في الشتاء بقدرة قادر الى مستنقعات وحلة وبرك ملوثة يسبح فيها الطلاب وفي الصيف تنشر الشمس اشعتها عمودياً كل يوم على رؤوس الصغار مع تطاير ذرات الغبار كل دقيقة بل كل لحظة الى صدورنا!! كان والدي وقتها لا يعرف طريقاً لمستشفى الاطفال بالسليمانية، ولا مستشفى الامراض الصدرية لكن وبعد مرور ثلاث سنوات لي في المدرسة فتح لي ملفاً خاصاً حيث بدأت معاناتي مع مرض الربو كفاك الله وابناءك الصغار في مدارس الvip شره!! كنت اقول لوالدي مع كل زيارة للمستشفى ان الوزير الجديد قد ظهر في اغلب الصحف التي تجلبها الينا يومياً من العمل وانني احتفظ منذ اصبحت في الصف الرابع بقصاصات التصريحات والوعود بتغيير وانقاذ المدارس وانتشالها من وضعها المتردي! هون عليك يا ابتي ستحل مشكلتي والآلاف من الطلاب افواج ودفعات على مر السنوات كل هؤلاء المتضررين محل اهتمام الوزارة سيعملون على اكمال النقص وسد الثغرات بتوجيه لمن يهمه الامر بزراعة ارضية الملعب الترابي.. فيبتسم والدي ساخراً.. فاستدرك قائلاً لا لا.. سيوجه بتبليط الفناء.. فيبتسم مرة اخرى.. قائلاً.. قل لمعلميك يبلغوه فهو يفتح قلبه لمن جاءه منهم!!اما انت يا معالي وزير المياه والكهرباء او كما يحلو لابي تسميتك ب «طير شلوى» فبماذا احدثك؟ هل احدثك يا والدي عن الماء.. ام احدثك عن الكهرباء فهما النعمتان التي لا يمكن لاحد الاستغناء عنهما وكيف حالنا معها.. الحقيقة انه لا يمر شهر كامل دون انقطاع في الماء او الكهرباء.. اما الكهرباء اذا انقطعت في فصل الشتاء فلا نبالي لان الضرر ليس كبيراً.. فلن احدثك اذن عن حالات انقطاع التيار الكهربائي في الشتاء وسأتجاوزها في الصيف اكراماً لوالدي الذي يحبك كثيراً سأتجاوزها الى ماهو اهم منها انه الماء فماذا اقول عن الماء لك ان تتخيل يا والدي 400 طالب دون ماء خلال يوم دراسي كامل وفي فصل الصيف!! كيف يشربون؟ كيف يتوضؤون؟ روائح كريهة تنبعث الى فصولنا من دورات المياه حيث اكسير الحياة قد انتهى.. ليتها مرة.. وليتها كانت مرتين.. بل عشرات المرات.. لك ان تتخيل يا والدي هؤلاء الصغار كيف يتدافعون على مقصف المدرسة لشراء المياه الصحية!! انا شخصياً وقتها اشتري بفسحتي كلها ثلاث قوارير ماء اثنتان استهلكها للشرب في اليوم الدراسي والثالثة اتصدق بها لبعض زملائي ممن ليس لديهم نقوداً!! اتذكر المدير عندما اطل بوجهه ونحن في الصف السادس قائلاً في الفسحة الثانية تجدوا ماءً «اهدأو.. اهدأو..»!! كانت الوجوه شاحبة وانا ارى بعض زملائي يرتشفون بأيديهم الصدأ من بقايا الماء في الصنابير انه منظر يدعو للشفقة حقاً عندها تفشت الظاهرة وشرب نصف الطلاب الصدأ في بطونهم عندها تم توجيه الطلاب بعدم الشرب من القطرات المتدفقة ذات اللون البني حتى لانصاب بالتلوث!! الحقيقة التي كشفها لنا احد المعلمين فيما بعد لحل هذه المشكلة ان الادارة تطوعت لشراء «وايت» لتعبئة الخزان. تخيل يا معالي الوزير هذا الامر يحدث خلال الفصل الدراسي ثلاث او اربع مرات!! وهنا اناشدك نيابة عن زملائي الطلاب ان اتوجه بعدم قطع المياه عن المدارس كلها ومدرستي على وجه الخصوص مهما كانت الظروف والاسباب!! هانذا اناشدك لان تعمل لنا شيئاً، هأنذا اناشدك وقد انهكني مرض الربو، وقد مللت من زيارات المستشفيات، وانت لم تتكرم علينا بزيارة واحدة للوقوف على ما ورد في هذه السطور انها فرصة حقيقية لعمل شيء ما .. كل ما اتمناه فقط ان تساهم في تخفيف اعداد المرضى المصابين والذين سيصابون بالربو خلال الاربع سنوات القادمة.. وان نجد ماء لله يا محسنين اما الذي لا اتمناه هو ان تمر اثنتا عشرة سنة ومدرستي على حالها!!والسلام..