تنفق الدولة أعزها الله مئات بل آلاف الملايين من أجل التعليم وتنمية الشباب وتدعيم المعلمين والمباني من التمهيدي حتى المرحلة الجامعية، ومشروع الملك عبدالله للابتعاث الذي استوعب حتى الآن مائة وخمسين ألفاً من الشباب والشابات في جميع التخصصات حول العالم، وكل يوم نستبشر بتخرج دفعة في جميع التخصصات حيث سيعودون للوطن للمساهمة في تنميته في جميع المجالات الطبية والاجتماعية والإدارية والعلمية والحاسب الآلي، ورد الجميل لهذا البلد المعطاء. ولكن الملاحظ أن مواعيد الدراسة بالنسبة لصغار السن قاسية، حيث يبدأ طابور الصباح في الساعة السادسة والنصف، أي بعد صلاة الفجر بأقل من ساعة في الشتاء، فكيف يتحمل صغار السن البرد والأمطار، وغالباً ما يكون الظلام ما زال مهيمناً على الأجواء، فشروق الشمس يبدأ في السادسة صباحاً وفي معظم الأسر لا يوجد سائق فيضطر الأب أو الأخ الأكبر لتوصيل الطلبة والطالبات لمدارسهم والعودة إلى النوم حتى موعد عمله. والأمر لا يتطلب الكثير من وزارة التربية والتعليم مجرد تقصير اليوم الدراسي، حيث يبدأ في السابعة وينتهي في الثانية عشرة قبل أن يشتد الحر ويصبح المشي من المدرسة إلى البيت رحلة عذاب، فمعظم الأولاد يعودون للبيت مشياً على الأقدام، سواء طلاب أو طالبات. إضافة إلى النظر في تقصير العام الدراسي الذي يعتبر طويلاً على الطلبة وخاصة صغار السن وعلى أسرهم وأولياء أمورهم؛ حيث الجميع يجد مشقة وتعب، خاصة في فصل الشتاء والصيف، فكيف نتخيل طالب أو طالبة عمرها ست أو سبع سنوات يقضي يومياً دراسياً في حدود سبع أو ست ساعات؟ لا سيما أن الوسط المدرسي وجو المدرسة لا يجذب الطلاب ويرغبهم في هذا الجو، وهذا الوسط لانعدام وسائل الترفيه البريئة. ولماذا لا يتم استخدام الحاسب الآلي في التعليم حتى يستفاد من هذه الميزانية الضخمة التي ترصد سنوياً من أجل تطوير التعليم في المملكة، حيث يحتوي الحاسب الآلي على كل المناهج؛ لأن هناك مادة حاسب آلي تدرس في المراحل التعليمية الأولى. فإذا جعلنا اليوم الدراسي أربعة إلى خمس ساعات وتقليص المناهج والاستعانة بالحاسوب فإن ذلك سوف ينعكس على تحصيل الطالب وعلى راحة المعلمين والمعلمات مما يجعلهم يبذلون الجهد الخالص لإيصال المعلومات إلى الطلبة والطالبات بأفضل الطرق والأساليب. وبالنسبة للعطلة المدرسية في العام القادم فقد سمعنا أنها سوف تبدأ في 1-9. ومن الممكن أن نجعلها في أول رجب قبل أن يبدأ الحر الشديد حتى نرحم أبناءنا من الوقوف في الطوابير والرجوع إلى المنزل في درجة حرارة قد تصل إلى 48 درجة مئوية. إن الدراسة بصفة عامة هي عملية تحصيل الطالب وفهم حسب قدرته على التحصيل، سواء في المدرسة أو في المنزل وفي الغالب يكون الجزء الأكبر من التحصيل في المنزل؛ لأن المدرسة يشغل الطالب فيها عدة أمور، ما بين الأصدقاء والكتب والكتابة ومتابعة الأستاذ، وما إلى ذلك من الأمور، أما في البيت فهو والكتاب وجهاً لوجه. وعملية التدريس في المدرسة هي تحصيل حاصل، فالمدرس الذي يوجه جهوده لأكثر من ثلاثين طالباً لا يتوقع أن يستفيد من شرحه ثلث الطلبة، أما البقية فاستفادتهم إما ضعيفة أو منعدمة. لذا فإنني أناشد سمو وزير التربية والتعليم النظر في مواعيد بداية ونهاية اليوم الدراسي، ونهاية العام الدراسي التي قد تكون بمثابة حبس للأسرة حتى ينتهي دوام أبنائهم وبناتهم المدرسي، وكذلك بتخفيض العام الدراسي إلى ستة أو سبعة أشهر، بدلاً من تسعة أشهر، طوال العام، ليستفيد الطالب وأسرته من اليوم الدراسي ومن العام الدراسي بالتمتع بالإجازة قبل دخول شهر رمضان المبارك.