المباني المدرسية كما هو معلوم هي بيئة التعلم التي يتلقى فيها الطالب العلوم والمعارف والمهارات التي تعده لخدمة الوطن، وهذا الأمر لا يحتاج إلى دليل فهو واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار فكيف إذا كانت هذه البيئة تفتقد لأهم مقومات العملية التعليمية. إن حكومة خادم الحرمين الشرفين حفظه الله لم تدخر أي جهد في تمويل المشاريع بمبالغ ضخمة لبناء المدارس وفق الشروط الواجب توافرها لتكون قادرة على توفير سبل الراحة لابنائها الطلاب ولكن التحقيق التالي يجعلنا نشعر ان هناك خللاً في التنفيذ من قبل المقاولين وتهاوناً كبيراً في متابعتهم ومساءلتهم عن هذا التقصير فمن المسؤول عن ما يعيشه الطلاب من ضغط نفسي بسبب رداءة التنفيذ وعدم الالتزام بالشروط الواجب توافرها في المدارس. خلال الأيام الماضية تلقت الرياض شكاوي العديد من الطلبة وأولياء الأمور حول المباني المدرسية حيث ذكروا أن ما يعيشه الطلاب في بعض مدارس المحافظة يعد وضعا سيئا فبدلا أن يجدوا في مدارسهم وسائل الراحة افتقدوا أبسط مقوماتها وهو الماء الصالح للشرب!!!!! والمكان المعد لهم من أجل الإفطار أثناء يوما دراسيا شاقا، وافتقدوا أيضا إلى صالات متعددة الأغراض لمزاولة أنشطتهم التي هي جزء من المنظومة التعليمية، ناهيك عن تعطل الكثير من الأجهزة الهامة بسبب نظام التشغيل للكهرباء وهذا للأسف النظام هو المعمول به في كثير من مدارس التربية والتعليم للبنين، حيث تسبب في تلفيات في أجهزة المدارس وهي أجهزة هامة وأساسية في تعليم الطلاب. يقول أحد أولياء الأمور أن شكوى أبنائي المستمرة من وضع مدرستهم اقض مضجعي وجعلني انقل هذا الهم إلى المسئولين لعل الوضع يتحسن ولكن لم تنفع الاتصالات أو المطالبات على حد قوله وأيده في ذلك العديد من أولياء الأمور الذين حضر بعضهم لمكتب "الرياض". يقول أحدهم ما بين تأخر في تسليم المباني وإهمال صريح في عدم استكمال بعض المشاريع بالصورة التي تخدم التعليم أو تحفظ المدارس من السرقة إلى عدم الاهتمام في صحة الطلاب من خلال عدم توفير مياه صالحة للشرب إلى عدم وجود أماكن مخصصة للإفطار. "الرياض" زارت ثانوية البدائع للاستماع للطلبة حيث اشتكى العديد منهم من عدم وجود مياه صالحة للشرب حيث قال الطالب حمود بن نغيمش الحربي إن عدم وجود شبكة مياه صالحة للشرب دليل على سوء التخطيط في المبنى الذي لم تهتم إدارة المشاريع في تعليم عنيزة في توفير شبكة مياه صحية صالحة للشرب بل أن المبنى لا يظم سوى شبكة واحدة للمياه غير الصالحة للشرب وهذا ازعجنا كثيرا خاصة أن المدرسة حديثة البناء، كما أنني أتسأل كيف سيكون الوضع في فترة الصيف في ظل هذه الأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها إدارة المشاريع والمقاول الذي نفذ هذا المبنى. نحن أيضا نتذمر من عدم وجود مقصف مخصص لنا برغم جهود إدارة المدرسة في تخصيص مكان صغير لهم غير أنه غير كافي كما أن مكان إفطارنا غير مناسب أبدا فنحن نتعرض للبرد لأنه مكشوف. كما تحدث عبد الإله العتيبي وعبدالعزيز المزيني من المرحلة الثانوية قائلين: الوضع لا يخدم الطالب أبدا إذا استمر الحال كما هو عليه فإنه سيتسبب في مشاكل كثيرة لنا واعتقد أن هناك إهمالاً كبيراً من قبل الوزارة في تهيئة الراحة النفسية للطلاب، فلك أن تتخيل مدرسة صنفت من الفئة (أ) وحديثة العمران تفتقد إلى أهم المرافق والخدمات، فكيف بمدرسة ثانوية نمضي فيها وقتا طويلا يمتد إلى الساعة الثانية ظهرا دون أن يخصص لها مقصف من اجل الإفطار وكيف لنا أن نروي عطشنا خلال الدوام المدرسي إذا كانت الوزارة لا تهتم في توفير الشبكة الصحية للمياه العذبة، مدرسة تظم بين جنباتها العديد من الطلاب لا يوجد فيها ماء عذب هذا شيء محبط للغاية. كما قال الطالب سلطان الشويب: وضعتنا إدارة المشاريع في الوزارة في موضع صعب بعد أن كنا نعيش فرحة الانتقال لهذا المبنى الحديث غير أن الخدمات كانت ناقصة والوضع لا يجب السكوت عليه لك أن تتخيل أننا بدون (مقصف) والبديل غير مجهز ويتعرض الطلبة للبرد في الشتاء والحر في الصيف، وهذا الوضع غريب حدوثه في مدارسنا خاصة أن الوزارة بذلت جهودا كبيرة في أن تكون المدارس على احدث طراز ومجهزة بكامل الخدمات لتوفير الراحة للطالب. أيضا شكا أهالي بلدة العبدلية التابعة لمحافظة البدائع من مبنى ثانوية العبدلية للبنين والذي سُلم من قبل المقاول لإدارة المشاريع ولمندوب الوزارة بطريقة أثارت حفيظة الأهالي كون المشروع كلف الدولة كثيرا وتم إنشاؤه حسب تصميم معتمد غير انه لم ينفذ بالطريقة التي تخدم حفظ المبنى من السرقة أو تخدم الطلبة من شدة حر الصيف أو تخدمهم صحيا. فالسور المحيط بالمبنى عبارة عن شبك صغير سهل لا يمكن أن يحفظ الأمن ولا يمكن أن يخدم المبنى من السرقة، إضافة إلى أن شبكة المياه في المدرسة غير صالحة للشرب أبدا حيث لا يوجد سوى شبكة واحدة فقط للماء وهو خاص بالغسيل فقط، كما أن المبنى أيضا يعاني من تعطل الكهرباء كثيرا مما أعطب بعض الأجهزة وذلك لرداءة نظام تشغيل الكهرباء في المبنى والمعمول به من قبل الوزارة. ويقول الطلاب فهد الحربي وفهد المطيري من ثانوية العبدلية: من حقنا المطالبة بتوفير الماء الصالح للشرب وبمكان صالح للإفطار ومن حقنا أيضا المطالبة بملعب وصالة متعددة الأغراض وهذا كله ما نفتقده في هذه المدرسة التي هي في الحقيقة حديثة لكن لا تصلح أن تكون مدرسة ولا يمكن أن تتوفر الراحة للطلب مطلقاً، كما أننا نستغرب وضع المسرح بهذه الطريقة فهو مكشوف ولا يمكن الاستفادة منه أبدا فلا برد يصد ولا شمس يقي ولا أعرف كيف نفذ أو خطط له بهذه الطريقة. مشاريع متأخرة في الجانب الآخر كان هناك تذمر من الأهالي لبعض المدارس التي تأخر تسليمها للوزارة والتي هي تحت الإنشاء منذ أربع سنوات تقريبا دون أن يكون هناك تقدم في تسليمها، ويقول أولياء الأمور لم نشاهد بوادر للعمل كما لم نسمع بأن هذه المشاريع سوف يوجد لها حلا، الجميع يتذمر والوزارة أصبحت في موقف المتفرج، حيث يسأل الجميع هل هناك عقاب يطال المقاولين؟ ولماذا لم تسحب هذه المشاريع من المقاولين في ظل التقاعس غير المبرر. بالإضافة إلى أن البعض من أولياء الأمور تذمروا كثيرا من مبنى متوسطة حنين ومتوسطة القرطبي حيث يقول سليمان العلي إن البدائع كما هو معلوم محافظة مكتظة بالسكان وهي من المحافظات السريعة النمو والتطور وعدد السكان في التعداد الأخير وصل إلى 45الف نسمة وهذا مؤشر قوي على النمو داخل المحافظة، لذلك كان من الظلم أن يأتي مبنى متوسطة حنين والقرطبي بهذا الشكل فهذا المبنى لا يخدم المحافظة إطلاقا فهو مصمم للقرى النائية التي تستوعب أعداداً قليلة من الطلاب بينما نحن في البدائع لدينا ازدحام كبير في المدارس وهذا المبنى لا يتعدى ستة فصول فقط، لذا نحن في البدائع نطالب بإعادة النظر في هذه المشاريع التي لا تخدم الطلاب بأي حال من الأحوال، كما أننا نستغرب كثيرا من بقاء مدرسة بهذا الحجم وبهذا التخطيط البسيط مدة تزيد عن أربع سنوات ولم تباشر مهامها حتى الآن. خالد المطيري يقول: البدائع للأسف تجد إهمالا كبيرا من قبل إدارة المشاريع في الوزارة التي لا تتابع التنفيذ ولا تتابع حاجة المحافظة بالنسبة لنوعية المبنى وهل هو قادر على خدمة طلاب أم لا؟ لدينا أكثر من أربع مدارس لم تنفذ منذ سنوات ولا نجد العذر لتأخرها؟ وكم كنت أتمنى أن تحذو إدارة المشاريع في تعليم البنين حذو إدارة المشاريع في تعليم البنات التي نشاهد جهودهم ونقدر عملهم بكل احترام.