إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً وهو يجري من ابن آدم مجرى الدم. انطلق شابان جمع بينهما الفساد والإفساد والتقيا بفتاة خبثت نفسها معهما وصدق الله إذ يقول: {الخّبٌيثّاتٍ لٌلًخّبٌيثٌينّ وّالًخّبٌيثٍونّ لٌلًخّبٌيثّاتٌ} وهناك اجتمعوا في شقة وحصل بينهم شرب المسكر والفجور ما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى ثم ما اقر به المجرمان بعد، وتناولا الخمر وتعاطيا المخدرات ثم لما فرغا من هذه الظلمات ادلجهما الشيطان الى ظلمة ثالثة وهي انهما قررا خنق هذه المرأة بحبل كان معهما ثم لفها في بطانية والابتعاد بها الى مكان بعيد فقتلاها، وهذا من إملاء الشيطان وإلا فلم تكن ثمة دواعي للقتل سوى ان المرأة قررت ان تتخلص من اهلها وان تبقى معهما دائماً وزعما انهما تورطا بها، واملى لهما الشيطان انه لا يخلصهما منها الا القتل فقتلاها، ورميت في مكان غير بعيد، ولكن الله - جل وعلا - الذي حفظ هذه البلاد المباركة بالامن والامان وتحكيم كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام في ظل هذه الشريعة الغراء السمحاء قد قيض رجال الامن المخلصين فألقى رجال الامن القبض على الرجلين، وقبض عليهما ثم قدما للعدالة لتأخذ مجراها ولتجري بمثل هذه الواقعة الاحكام الشرعية التي بها يرتدع المجرمون، وقد قالت العرب «القتل انفى للقتل»، وقال جل جلاله وهو اصدق القائلين:{وّلّكٍمً فٌي القٌصّاصٌ حّيّاةِ يّا أٍوًلٌي الأّّلًبّابٌ}، وهكذا لنا في هذه القصة العبر التالية: اولاً: سوء الخاتمة للمرأة التي ختمت حياتها بعقوق اهلها والخروج منهم مع المفسدين ثم شرب المسكر وتعاطي المخدرات ثم عمل الفاحشة والعياذ بالله وهذه خاتمة سيئة خطرة جداًً تورد صاحبها المهالك نعوذ بالله من سوء الخاتمة والانسان يعامل والاعمال بالخواتيم. ثانياً: هذان الشابان مع هذه المرأة استدرجهم الشيطان في فعل الجريمة، وتدرج بهم الى ام الخبائث وهي الخمر التي حين تعاطوها بدأ الشيطان يرقص في ادمغتهما وينفذ ضلالته وظلامته وصدق الله اذ يقول:{وّلآمٍرّنَّهٍمً فّلّيٍبّتٌَكٍنَّ آذّانّ الأّنًعّامٌ وّلآمٍرّنَّهٍمً فّلّيٍغّيٌَرٍنَّ خّلًقّ اللهٌ} ، وصدق الله اذ يقول { إنَّهٍ لّيًسّ لّهٍ سٍلًطّانِ عّلّى الّذٌينّ آمّنٍوا وّعّلّى" رّبٌَهٌمً يّتّوّكَّلٍونّ إنَّمّا سٍلًطّانٍهٍ عّلّى الذٌينّ يّتّوّلَّوًنّهٍ وّالَّذٌينّ هٍم بٌهٌ مٍشًرٌكٍونّ } . ثالثاً: ان هذا المجتمع الذي حكم كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام سرعان ما تنكشف الجريمة فيه بسبب الاخذ بالاسباب الشرعية والحيطة الامنية والاستعدادات الامنية المكثفة مع الدعاء والتضرع الى الله - عز وجل - والتقرب اليه لتحكيم كتاب الله - عز وجل - فإن التقرب الى الله - عز وجل - بتحكيم الشرع من أعظم اسباب الامن واعظم اسباب كشف الجريمة فضلاً من الله ونعمة، ومن هذه العبر ايضاً ان هذين المجرمين حين اقدما على جرمهما قد تمردا على امتهما وعلى مجتمعهما وعصيا الله ورسوله وسارا في كبش الشيطان والغواية والهلاك ونجم عن ذلك والعياذ بالله الضلال البعيد والهوة السحيقة التي تؤدي بهما الى مهاوي الرذيلة.