بدأت كبرى جماعات المقاتلين المسلمين في الفلبين امس الاثنين وقفاً لاطلاق النار يستمر عشرة ايام قلت اهميته بسبب استمرار هجوم الجيش وشكوك الحكومة في جدية عرض السلام. وحاولت مانيلا وجبهة مورو الاسلامية للتحرير مرارا انهاء 30 عاما من العنف سقط خلالها ما لا يقل عن 120 الف شخص. وفي تمهيد دموي للهدنة التي اعلنت من جانب واحد قال الجيش انه قتل 19 من المقاتلين المسلمين في جزيرة مينداناو الجنوبية يوم السبت واستولى على معسكر من الجماعات المنسحبة. وقال عيد كابالو المتحدث باسم جبهة مورو انه لم يقع قتال ليلة السبت او يوم الاحد وان مقاتلي الجماعة البالغ عددهم 12 ألفا سيوقفون اطلاق النار حتى منتصف ليل 12 من شهر يونيو حزيران الجاري. وقال كابالو لرويترز من خلال الهاتف «اعتقد ان تضحيتنا ستخرج بنتيجة افضل. يجب على الحكومة ان تفكر في الرد بالمثل على هذه النية الطيبة». وكانت الحكومة التي الغت مباحثات سلام توسطت فيها ماليزيا بعد سلسلة من الهجمات على مينداناو قد رحبت مبدئياً بإعلان جبهة مورو وقف اطلاق النار الذي بدأ سريانه عند منتصف الليلة قبل الماضية بالتوقيت المحلي. لكن بعد ايام وصفت جلوريا ماكاباجال أرويو رئيسة الفلبين التي عادت من رحلة الى واشنطن العرض بأنه خدعة لتخفيف ضغط الجيش واستثارة التعاطف بين الدول الاسلامية. وبدأ سريان وقف اطلاق النار قبل مغادرة أرويو الى كوريا الجنوبية واليابان في رحلة تستغرق خمسة ايام لجذب الاستثمارات وتهدئة مخاوف المستثمرين الاجانب من الموقف الامني في الفلبين. وارتفعت الروح المعنوية لارويو وواضعي الخطط العسكرية في الجيش بشكل واضح بفعل دعم واشنطن المعنوي والمادي في مواجهة المقاتلين المسلمين. ويقول محللون ان جبهة مورو الاسلامية للتحرير لجأت الى وقف اطلاق النار بسبب خسارتها للعديد من القواعد وكلفة المعارك منذ ان كثف الجيش هجومه على مينداناو في فبراير شباط الماضي. ورفض المقاتلون المسلمون قبول شروط ارويو التي تطالبهم فيها بالتخلي عن «الارهاب» وتسليم مرتكبي هجمات محددة والكشف عن مواقع وحدات الجماعات المسلحة.