يبدو أن المنطقة ستتحول الأسبوع المقبل وربما ما يليه من أيام إلى خلية عمل حافلة بأكثر من قمة دولية مع حضور أمريكي مكثف يتمثل بشخص الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي يبذل جهدا كبيرا لإنجاح خطة الطريق التي تلقي بلاده بثقلها خلفها.. وأعلن نبيل شعث وزير الخارجية الفلسطيني أمس الثلاثاء عن أن الرئيس الأمريكي جورج بوش سيعقد قمتين منفصلتين خلال زيارته للشرق الأوسط الأسبوع القادم. وقال شعث في هركاليون عاصمة كريت خلال اجتماع لوزراء خارجية دول أوروبية ومتوسطية «ستعقد قمتان.. قمة عربية أمريكية ثم قمة للفلسطينيين والإسرائيليين والأمريكيين بمشاركة زعيم الدولة التي تعقد فيها القمة على الأقل». وقال المسؤولون أيضا إن بوش قد يعقد محادثات بشكل منفرد مع زعماء عرب آخرين وأن مدينة شرم الشيخ المصرية أحد الخيارات المطروحة. ويعزز حضور بوش اجتماع القمة التزامه الشخصي بتأمين السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة على العراق والتي أغضبت الكثير من العرب. ويأمل بوش في إنجاح خارطة الطريق بعد الضغط على شارون لقبولها رغم تحفظاته المعلنة، وكان الفلسطينيون قد أعلنوا موافقتهم على الخطة الشهر الماضي. بينما أفادت مصادر أن القمة الأمريكية الفلسطينية الإسرائيلية التي ستعقد في الرابع أو الخامس من حزيران/يونيو سيضم إلى جانب بوش وشارون وعباس، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وحول القمة الثانية قالت المصادر إنها ستعقد نهاية الأسبوع المقبل في مصر بمشاركة بوش والرئيس المصري حسني مبارك وقادة دول عربية أخرى. وأوضح المصدر ذاته أن «الولاياتالمتحدة ترغب عبر ذلك بالحصول على دعم العالم العربية لتطبيق خريطة الطريق» خطة السلام الدولية التي تنص على إقامة دولة فلسطينية على مراحل بحلول العام 2005. وبشأن القمة الثلاثية أكد وزير الدولة الأردني للشؤون الخارجية شاهر باك أن موعد ومكان انعقادها لم يتحددا بعد. وأوضح شاهر باك في تصريحله أمس أنه لم يتحدد أيضا من سيحضر ومن سيستضيف القمة ومتى، ورحب الوزير الأردني بعقد القمة الثلاثية واصفا إياها بأنها مهمة جدا.. وقال إنه إذا كانت القمة ستعقد في الأردن ف«أهلا وسهلا»، وأعرب باك عن أمله في أن تقود هذه القمة إلى تطور مهم وانطلاقة في عملية السلام المتوقفة منذ مدة للعودة إلى استقرار منطقة الشرق الأوسط وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي على المسار الفلسطيني الإسرائيلي. وكان وزير الخارجية الأردني الدكتور مروان المعشر الذي يشارك حاليا في مؤتمر الشراكة الأوروبية المتوسطية (يوروميد) في جزيرة كريت اليونانية قد صرح أول أمس بأن مكان انعقاد القمة لم يتقرر بعد. ومن جانب آخر، قالت مصادر سياسية فلسطينية وإسرائيلية أمس الثلاثاء أن الترتيبات الخاصة باجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس هذا الأسبوع جمدت. وقالت المصادر إن مشاكل متعلقة بجداول الأعمال حالت دون لقائهما المتوقع اليوم الاربعاء وإن قالت المصادر الفلسطينية ان الاجتماع يمكن أن يعقد يوم غد الخميس. ورفض المسؤولون الفلسطينيون والإسرائيليون التعقيب على الفور وإن قال مسؤول إسرائيلي «لن نعلق على هذا، لم نقل قط متى سيعقد الاجتماع». وأعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أمس الأول الاثنين عن أن من الممكن أن يلتقي شارون وعباس خلال اليومين المقبلين. وقال مسؤولون إسرائيليون يوم الاحد إن الجانبين يرتبان لاجتماع وإن لم يتحدد موعده أو مكانه. ومن المنتظر أن يناقش عباس وشارون خارطة الطريق لإقرار السلام في الشرق الأوسط التي تدعمها الولاياتالمتحدة والتي وافقت عليها الحكومة الإسرائيلية يوم الاحد بتحفظات. وأمس اجتمع قادة إسرائيل السياسيون ومسؤولو الأمن لوضع استراتيجية للقمة المرتقبة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش ومع الفلسطينيين لتمهيد الطريق أمام تنفيذ «خارطة الطريق» لإقرار السلام في الشرق الأوسط. كما بحثوا اجتماعا منتظرا بين شارون ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس.