الإنسان دائماً في هذه الحياة يسير وفق خطط يرسمها لذاته، ويسعى من خلالها لتكوين عالمه الخاص الذي يعيش فيه ومن خلالها. منذ فترة ليست ببعيدة.. سقطت بين يدي ورقة قديمة.. صفراء.. يتضح من ملامحها انها قديمة جدا لكن بها فلسفة جميلة فتحت لي أفقاً أجمل لفرضية تحقيق الهدف!! هذه الورقة كانت تحمل توقيع والدي -أطال الله في عمره- في نهايتها، حرصت على ان أخبئها عنه لأنها أثارت عملية التفكير لدي، وأغرتني في ان أعارك السيد (فكر) كالعادة.. مضمون تلك الورقة هو: (لكل إنسان هدف في هذه الحياة يسعى لتحقيقه ولكن متى تحقق هذا الهدف.. يضيع الفرد والضياع مشكلة بحد ذاتها لدى كل فرد يفكر. إذاً أيهما أصح للفرد تحقيق الهدف فالضياع.. أو الجري وراء الهدف دون تحقيقه مع المحافظة على السعي..؟!). لن نختلف هنا حول ان لكل فرد هدف يسعى لتحقيقه، وإنجازه لكن لا أعتقد ان الضياع نهاية ما بعد التحقيق لذلك الهدف. فالضياع نهاية من لا هدف يسعى له، ولمن يسعى في دائرة التيه!! لمن لا يستخدم مكامن التفكير والسعي لنقطة ما وبلوغها!! لمن لا وجود له في دائرة البحث والعمل لتحقيق الذات!! ذاك هو الضياع.. والضياع الفعلي أيضاً!! أما من حدد أمامه هدفاً ما لبلوغه.. وحقق ذلك الهدف فإن هناك أهدافاً فرعية متفرعة من الهدف الأساسي تلزم الفرد بالبحث والسعي لتحقيقها لأنها سلسلة لا تنتهي من الأهداف المترابطة للهدف الأساسي. أعود الآن لأجيب على أيهما أصح وذلك من خلال وجهة نظري أن لا ضياع بعد تحقيق الهدف.. وأن الضياع لمن لا هدف له. فأهدافنا جميعاً التي نسعى لتحقيق ذواتنا من خلالها ليست هدفاً واحداً بسيطاً مصغرا بل سلسلة من الأهداف المترابطة والمتجزئة من الهدف الأم.. الهدف الطموح الأساسي!! فهل انتهاؤنا من مرحلة وشروعنا في أخرى من مخطط تحقيق أهدافنا معناه أن الضياع شبح يرقبنا!! لا أعتقد.. لأننا نبحث في دائرة السعي.. وتحقيق الذات!! نسعى لقمة إثبات كينونة الذات!! نسعى دوماً من خلال فرضيات أهدافنا.. لأن نكون نحن كما نريد..!! email: