أرجأت الاممالمتحدة عودة موظفيها الدوليين الى شمال العراق بعدما قال الجيش الامريكي انه لا يستطيع ضمان سلامة الرحلة الجوية التي ستقلهم الى المنطقة. وقال ديفيد فيمهورست المتحدث باسم مكتب المنسق الانساني بالعراق التابع للامم المتحدة ان هذا الفريق الآن في انتظار سماح السلطات العسكرية الامريكية له بالهبوط في مطار حرير في شمالي العراق. وقال لرويترز «يجب ان تضمن السلطات العسكرية الامن ولم يكن في وسعهم ذلك ونحن نحتاج الى حد ادنى من الامن» مضيفاً ان المسألة مسألة امن في هذا الممر الجوي. وعادة ما تسترشد وكالات الاغاثة الانسانية الاخرى بالمنظمة الدولية فيما يتعلق بالاعتبارات الامنية وهي المنظمة التي ارسلت فعلاً فريقاً انسانياً واحداً الى العراق انطلاقاً من ايران الى الشرق العراقي ويقوم الآن بتنفيذ مهام نهارية ببعض المدن الحدودية. ويقول مسؤولون دوليون ان الامن يشكل عقبة امام وصول المساعدات الى العراق وسبباً وراء عدم عودة اغلب موظفي الاممالمتحدة الذين جرى اجلاؤهم قبل يومين من اندلاع الحرب في 20 مارس / آذار. وكانت الاممالمتحدة قالت يوم السبت ان الفريق المؤلف من 13 موظفاً سيعود الى مدن دهوك والسليمانية واربيل في شمال العراق يوم الاثنين الماضي. وقال فيمهورست انه يأمل في ان يأتي الاذن قريباً للاسراع بعودة وجود اوسع نطاقاً لجهود الاغاثة الانسانية في شتى ارجاء العراق. ويقول مسؤولو اغاثة دوليون ان تحسن الامن في العراق سيتيح لفرق المنظمة الدولية زيادة التركيز على جهودها من الاغذية والخدمات الاساسية وحاجات المشردين بداخل البلاد وصولاً الى قضايا الصحة والتعليم الاوسع نطاقاً. وفي باريس قالت وكالة ميديسان دو موند العاملة في مجال الاغاثة الانسانية انها ارسلت فرقها لمدينتي البصرةالعراقيةالجنوبية وكركوك الشمالية حيث قامت بأول عمليات تقييم مستقلة للوضع الطبي في المستشفيات هناك. واضافت في بيان ان فريق البصرة عبر من ايران المجاورة يوم السبت. وقال فيمهورست ان فريقاً انسانياً دولياً عبر ايضاً من مدينة مهران الايرانية الحدودية الى بدرة الواقعة على بعد حوالي 16 كيلومترا داخل العراق بعد ان حصلت على موافقة من ايران. وقال ان الفريق سيقوم بتقييم حاجات نحو 30 الف نازح داخل البلاد على طول الحدود الايرانية. وقال خالد منصور المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي ومقره روما ان شحنات المواد الغذائية لشمال العراق عبر تركيا التي تشكل حالياً المسار الوحيد لتلك الهيئة الدولية زادت كثيراً اول امس. وقال منصور «اعتباراً من اليوم نزيد تحميل وشحن المعونة الغذائية عبر تركيا الى شمال العراق بنسبة 200 في المئة»، مضيفاً انه من المنتظر ان يصل متوسط الامدادات الغذائية الى الفي طن يومياً في الايام المقبلة. وقال سايمون انجرام المتحدث باسم صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة «يونيسيف» في العاصمة الاردنية عمان لرويترز ان 17 شاحنة تحمل 120 الف لتر من مياه الشرب من المقرر ان تكون عبرت من نقطة عبور شلامجة الى جنوبالعراق امس الثلاثاء. وستكون هذه الامددات من المياه للمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية في شبه جزيرة الفاو اول شحنة إغاثة عبر الحدود تقوم بها الوكالة الدولية من ايران. وقال بيان لليونيسيف «الحدود الايرانية الطويلة مع العراق تعني انه يمكن ايصال العونة الى كل المناطق المهمة في البلاد، هذا يجعلها مركزاً استراتيجياً من اجل التجاوب الطارئ لليونيسيف»، وعلى مدار الاسبوعين الماضيين ارسلت اليونيسيف 24 شاحنة الى البصرة وخمس شاحنات الى ام قصر و16 الى الزبير.